ستشرق الشمس و سنضيء
كم لبثنا في الظلام ؟ أعيننا ما عادت تطيق الضوء ، لا بأس رويداً رويداً سنعتاد على السطوع .
نشر في 16 مارس 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
نتوه في الطريق و ننسى ، ننسى ، ننسى ... أن بالكون صديق و أن بالكون أم و أن بالكون مُحب و أن الكون نفسه يحتوينا ، لا بأس جميعنا ذقنا من هذا الكأس ، جميعنا نعرف طعم اليأس و لكن ليست هذه الحكاية و ليس هذا هو الأمر المهم الذي يستحق الكتابة .
حكاية اليوم عن الطريق ، كم مسار يوجد في العالم ؟ الكثير صحيح ؟ تختلف الوجهة لكنها تتشابه في أشياء عديدة ، في المنعطف ، في إشارة التوقف ، في المطبات ، كما تختلف الوسيلة التي نستعملها في هذه الطرق ، سيارة ، دراجة هوائية ، الأقدام ، الطريق شيء عميق لكننا لا نود العمق اليوم ، نود السطحية و البساطة ، لنتكلم عن الشيء الأجمل المتعلق بالطرق ، الرفقة ! العبرة ليست بالطريق و الوجهة و إنما في الرحلة و الساعات قبل الوصول ، متعة الرحلة لا تضاهي متعة الوجهة ، مناظر مختلفة نراها في الطريق ، نهر هادر ، صحراء قاسية ، برد ، جفاف ، خضرة ، ظلام ، نواجه العديد من الأشياء و نرى الكثير ، أحياناً لا نحتمل ما نراه لذلك قد نحتاج الرفقة و أنا مريم كنت محظوظة برفقتي ، أمي التي لطالما تمسك بيدي مهما غضبت مني ، أبي الذي بهدوئه يحطيني بالأمان ، إخوتي المزعجين و أفراد عائلتي الذين لا يدركون أصلاً أي شيء عن طريقي و لكنهم يلقون على مسامعي دوماً كلمات الدعم ، الأصدقاء قريبهم و بعيدهم ، غريبهم و غيرهم ، الكل كان نجمة في سمائي ترشدني دوماً للدرب الصحيح ، أنا أخطأ ، أحياناً لا أرى النجوم ، قد أسقط بحفرة و آسفة أنا لذلك لكنني أحاول ، الأهم في الأمر كله المحاولة ، حتى تصبح للرحلة قيمة كما الوجهة ، حتى نستمتع بكل لحظة و لا ننتظر لحظة بذاتها لنسعد ، السعادة في الأشياء البسيطة ، في القلوب الصادقة و الأيادي الملتفة ، في الأحضان الخجولة و البسمات المختفية ، السعادة في الأحرف و الرسمات ، الوجهة تستحق الانتظار ، لا يجب أن نتوقف في الطريق لمجرد أن المناظر كئيبة ، لنمشي لا نعلم ما سنلقى ، و لنشكر الرفقة الذين بدونهم نبحر و تتكسر قواربنا ، أنا لم أصل للوجهة بعد ، لكنني بدأت أستمتع بالطريق ، و المناظر الكئيبة لا أواجهها بمفردي بل مع الرفقة ، مع أمي و أبي ، نعم أحزن لما أرى و من لا يحزن ، لكنني سأسعد ، لأن بين كثافة الأشجار و الغيوم لابد للضوء أن يظهر و يسطع ، قد نخاف من الضوء لأن بطبعنا نخشى المجهول و التجديد ، لكن ستشرق الشمس و سنعتاد السطوع و سنضيء من جديد ، دمتم بود جميعاً ، استمتعوا بطريقكم
-
مريم تكتب هنا .من أنا هو سؤال صعب ! و لكن اسمي مريم و عمري 16 عاماً ، شخص عادي جداً ، دمتم بود جميعاً