مما لاشك فيه ان المجتمع على العموم والانسان على الخصوص اصبح انتهازي بطبعه . اصبح لا يخلو أي مجتمع من الانتهازيين فلا يمر يوم الا وترى احدهم امامك .والانتهازي هو الإنسان الذي ينتهز الفرص لكي يحقق مكاسب شخصية على حساب الآخرين.
فالدولة لكي تورث السلطة تبنت هده السياسة الخبيثة وأزالت كل ماهو مبني على القيم والعدل والاخلاق من اجل تحقيق مصالحها وأهدافها السامية ففي نظرها ان في غياب الديمقراطية تنتعش الانتهازية .وبما ان الانسان خلق ووجد تحت وطئت بما يسمى الدولة!! . تمارس عليه مختلف اشكال الاجهزة القمعية القهرية الانتهازية فما كان عليه الا ان يدخل معاها في الصراع من اجل مصلحتة الشخصية وقيمته الانسانية هدا الصراع الدي تسلل من خلاله فيروس او وباء (او مايحلوا لكم تسميه) الانتهازية فتغلغل في اعماقه مما جعله يطرح سؤالا على نفسه هل من حقي ممارسة الانتهازية كرد على انتهازية الدولة ؟ هنا يجب الوقوف عند هدا السؤال المتوجب خشيتا على اجابته وعلى أيّاً كانت الأشكال التي تبدو فيها الظاهرة سواء ايجابية . فادا كانت الدولة ارتبطت ارتباطا قويا مع النفاق والرياء والتضليل للآخرين ، مع الاهتمام الضئيل بالمبادئ أو العواقب التي ستعود على الآخرين. فنحن يجب ان نتصالح مع قيمنا ومبادئنا، فمع اندثار القيم والمبادئ ستبدأ اتساع هذه الظاهرة التي أصبح الإنسان للاسف يواجهها كثيراً في حياته حتى أصبح الانسان ذئبا لأخيه في شتى المجالات ،العمل، السوق، البيت ... وحتى ان أردنا ان نتعامل بها مع بعضنا البعض على انها انتهازية بارغماتية نفعية فحتما ستعمل على تدمير الجوانب النفسية والاخلاقية لمن يمارسها، بالتالي فلها مخاطر التدميرية على القيم المجمتعية فتؤدي بشكل عام إلى تزييف الوعي وإلى الانحراف عن الصواب في المجالات المختلفة .
وقد جاءت الأحاديث الشريفة التي تؤكد أن من صفات المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه كما جاء في الحديث الصحيح( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وفي الحديث الآخر الذي يصف المؤمنين بأنهم كالبنيان يشد بعضه بعضهم وقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضـاء بالسهر والحمى)(أخرجه مسلم وأحمد) .وقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)(البخاري).
إن الانتهازية بكافة أشكالها ومظاهرها خطر حقيقي، وتحتاج إلى مواجهة حقيقة من كافة الشرائح المجتمعية لاجتثاثها من جذوروها، وإلا ستكون الطامّة الكبرى،ونحن نخطط لاعداد العدة لمواجهتها يجب ان يحضر في تصورنا المثل المشهور الدي يقول : ‘قد يتم خداع كل الناس، بعض الوقت، وقد يتم خداع جزءٍ منهم طيلة الوقت، لكن من المستحيل أن يتم خداع كل الناس، كل الوقت’
-
ابراهيم الدعنونيالكتابة حياة ثانية