عامين لم تتوقف فيهما أنهار الدماء الغالية التي سالت في كل ميادين مصر ، و بالرغم من فظاعة وبشاعة المذابح والمحارق ناهيك عن الإستهزاء بالدين وثوابته وفوق هذا وذاك حين سكت علي الخروج علي الحاكم الشرعي المسلم وعزله بالرغم أن له بيعة في رقابنا ، كل هذا لم يحرك فيه ساكنا فلم نسمع له صوتاً يحرم أو يندد وكأنه في غيبوبة الموت أو يكاد .
ولا يمر يوم إلا و نقلب صفحة من صفحات هذه التراجيديا السوداء التي حَلت بنا من بعد أن نصب الفرعون الجديد نفسه حاكماً بأمر الشيطان و من يومها وهو لا يجد من يردعه في اتباعه لسياسة الأرض المحروقة لأسكات معارضيه (الإسلاميين) بكل صنوف التنكيل .
عالمنا وشيخنا الجليل برغم كل ذلك آثر السكوت ، بدعوى أننا في زمن فتنة ، وحين اشتد البأس بالناس راحت تسأل عنه ، ولما لا وهو لسنوات طويلة يعلمهم فقة العبادات والحلال والحرام ، الأن جاء دوره ليقف في وجه الظالم ويرفع صوته و يقول قولة الحق أن كفى !.
لكن خابت كل ظنونهم فالرجل كلما سألوا عنه كانت الإجابة أنه مريض وملازم الفراش ولا يستطيع الحديث او حتي مجرد التنديد .
بالأمس فجأة يبرأ من علته و يخرج من صومعته ومعتكفهِ (فنحن في الشهر الفضيل والرجل يعتكف في العشر الأواخر) علي الناس باكياً يستصرخهم آنّ لمسلم ألا يحمي ذمي أو سفراء مستأمنين بعد حادثة تفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة !.
سحقاً لك يا شيخ الأن شفيت من مرضك وأصبحت قادراً علي التنديد والشّجب بأعلى صوتك !.
سحقاً لك يا شيخ تطالب الاستئمان للسفراء والحفاظ علي أرواحهم ولا تطلبه للمسلمين من أهلك و بني وطنك !.
من الذي استحضرك سريعاً لتهلفط وتهرتل وتتباكى علي دماء السفراء التي لم يصيبها أذى ولا نتمنى أن يصيبها أذى؟.
سحقاً لك هل إلى هذه الدرجة أصبحت مستأجراً تعمل بالقطعة وتنتقي منها ما يروق لك وتتعامي وتتغافل عما يفعله العسكر وميليشياته !.
سحقاً لك يا شيخ لماذا لا ترفع صوتك في وجه الحاكم بأمر الشيطان وتطالبه أن يكف عن إنتهاك الحرمات والتعذيب والتنكيل والاغتصاب !.
سحقاً لك يا شيخ ألم تسمع بأن ثلاثة عشر مسلماً كانوا أمنين تمت تصفيتهم بدماً بارد علي أيدي عصابات الشرطة ؟.
سحقاً لك هل أصبح للتنديد فقة اولويات ، فأن كان المقتول من الجيش او الشرطة أو حادثة تفجيراً لمبني لا قيمة له ، خرجت لتصرخ مطالباً بحفظ دماء المسلمين وتستأمن الأجانب علي أرواحهم ، وإن كان المحروق والمقتول والمغتصب من المسلمين انزويت بعيداً وأصبحت مريضاً !.
ألا تعلم يا شيخ بأننا نرفض تماماً أي عمل إرهابي تخريبي في بلادنا مهما كانت دوافعه لكن في نفس الوقت لا نندد بتفجير لمبني ونترك التنديد بتفجير الرؤوس !!.
سحقاً سحقاً ..
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...