يبدا صديقي (م.م) حديثه المشفر معي بعبارة ضاقت بنا الأرض بما رحبت، أين أنتم؟ أين أنتم والعم، لم، لم تأتوا؟ ماذا تنتظرون؟
لقد انتظرناكم طويلا ولحظات المنتظر الخائف المشرد مؤلمة، لما يتوصل العلم لكيفية قياسها بعد؛ فهي أطول من السنوات الضوئية بين المجرات.
صديقي الذي بقي هناك متشبثا بجذع زيتون في أرضه الصغيرة يأبى أن يفارقه ويفارقها، يقول كلمة ويصمت، ثم يتابع لا أستطيع أن أصف لك حال الناس هنا وما يكابدونه من ضياع وتشرد وخوف.
نحن في وضع لا يمكن معه التفكير في لحظة إلى الأمام، أو حتى كتابة جملة تصف لكم ما نحن به.
الآلاف مشردون في العراء بلا مأوى بانتظار المجهول، خيبة أمل تعتريهم كلما فكروا بالأمر، أين أنتم؟
أرجوكم افعلوا شيئا.
خليط عجيب من القوات هنا في كل مكان:
الروس، النظام، بي واي دي، إيرانيون، مليشيات.
- أقول: له حدثني أكمل.
- لا استطيع مشتت، ضائع، تائه أنا هنا الآن في البراري.
افعلوا شيئا أوصلوا صوتنا.
أنا مع كل إنسان يقف ضد تشريد الأبرياء، لا يوجد لنا خيار سوى الله، ثم يصمت ليقول عبارة يرددها بين الحين والآخر: أقسم بالله العظيم سأنفجر.
ثم يستدرك صديقي الذي جرب كل الفصائل وعمل معها إلى أن استسلم، واحتضن زيتونته قائلا: تبا للخونة تبا للفصائل التي باعتنا، دمرتنا شتتتنا.
إنهم يجهزون منغ قاعدة عسكرية لهم، ماذا سنفعل نحن إلى أين سنذهب؟ ولمن سنترك أراضينا وبيوتنا وأشجارنا وأهلنا وأطفالنا.
أرجوكم ساعدونا، أرجوكم افعلو شيئا يا من لا تعرفون معنى الضياع، معنى الخوف، معنى الطفل إذا جاع.
2/2
تل رفعت البلدة التي كانت تنتظر ومازالت تنتظر خلاصا عقده القدر، ولا تدري هل سترتدي الأخضر وتلتلف بغصن زيتون؟ أم أنها ستكون الخط الفاصل بين الأحمر والأخضر؟ لتبقى غريبة مغربة لا تعرف الانتماء تحن إلى أهلها وذويها، تلوح لأخواتها بأيديها.