إعتادَ العراقيون العيش في دوامة الحروب منذ أن قام للتأريخ بنيان !!!!
وآلة الموت مازالت على وتيرتها .
وكأنَّ المعرّي يصور حالنا في رائعته الجزلة لو قال : (وقتيلٌ علـى بقـايـا قتيلٍ... فـي طويـلِ الأزمـانِ والآبـادِ ) ، نعم ، المعرّي ناقش فلسفة الموت بصورة عامة ، لكنَّ موتنا مختلف بلون أفق الغروب ، جراء طحن الحروب ! . لوكنت بيننا أيها السموأل حتماً ستكرر ماقلته مفتخراً ، ونفتخر معك !! :((يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا ...وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فـَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ ...وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ )) . ونحن في الذكرى ال ٢٨ لنهاية الحرب الإيرانية كما يطلق عليها في العراق،
حرب ، أنتزعت من البلد أهم طاقاته ، شبابه ، قادات جيشه ، مهندسىون ، أطباء ، علماء ، تحكي قصصهم طوامير الحرب الهائجة وعقابيلها المائجة !!
كانت تذهب الأرتال ، وناقلات الجند
فماعادت وما عادوا !!!
حرب ، نحتت الحزن في كل بيتٍ عراقي وللجنوب نصيب الأسد منه !!
قالوا : سترسم خارطة جديدة ، ومارسمت !! إن َّ فكرَ الجماجم والدماء
الذي عولوا عليه ، كانت نتائجه جماجم ودماء فقط !!!
إنها أطول حلقات تلك السلسلة من الحروب !!
التي صبت حممها على الأرض ومن عليها !!
حرب ، أستخدمت فيها مصطلحات (الزندقة والكافرست) ! ماذا تسمى ؟!!
نجحوا صناعها بالعكسرة والبعثرة !!
لقد عسكروا شعوبهم ، وبعثروا كل مافيهم من قيم !!
حتى أعادوهم الى الوحشية وقطعوا فيهم مسالكهم الإنسانية !!
لقد أحلوا الرصاصة محل الوردة ، وأناشيد الحرب محل الحب ، في مناهج الأطفال ، دمروا كل شيء في البلد ، تهاوى ذلك الأقتصاد القوي ، كما توقف الأعمار وحل الهدم بكل معانيه . وبعد أنتهاء الحرب وجدنا الشعب في أسمى حالات التخندق الطائفي منه والعرقي ، هذه إحدى حسناتهم أيضا !!!! في العراق ، وبعد مضي قرابة ٣ عقود من الزمن ، ونحن ندفع ضريبة حماقات الحرب وعرابها !!
فبين حماة البوابة الشرقية ، وحداة الأمة الإسلامية ! ضاعت أحلامٌ وحقائق عذرية !!!!
-
مرتضى الهلالي( مرتضى ريحان الهلالي ) حائز على شهادة البكلوريوس في الهندسة الميكانيكية ولدت في ذي قار / العراق في السادس عشر من أيلول عام ١٩٨٩ م مهتم بالأدب العربي بشقيه شعراً ونثراً أقرأ في السياسة والفلسفة والأجتماع وأمارس الكتاب ...