في أثناء جلوسي ,متأملاً الكون حولي ..نظرت إلى الأشجار أمامي وتسائلت : كيف تنبت هذه الأشجار ؟ ..نظرت إلى السماء من فوقي وتسائلت : لماذا السماء زرقاء ؟
مشيت ووقفت أمام أحد الناس ,تأملته قائلاَ في سرّي : لماذا هذا الشخص يمرّ أمامي في هذا الوقت ؟
لماذا تسقط ورقة الشجر وأنا فقط من أراها تسقط ؟
لماذا أنا واثق تماماً إن إسمي هيثم ؟
لماذا تقرأون هذا المقال ؟
تركت كل هذا ,وقررت أخيراً أن أذهب إلى النيل لأريحني من التفكير ..ووقفت على الكورنيش ونظرت إلى النيل أمامي .
هل هذا هو النيل ؟
لماذا إسمه نهر النيل ؟ لماذا لم يكن إسماً أخر ؟
لماذا نأخذ الأشياء من حولنا ونعتبرها من الحقيقة , مع أن لا توجد حقيقة واحدة في هذا العالم سوى الموت !
حتى الموت لم يسلم مني فتسائلت .. أين سأذهب بعد ما أموت ؟
لماذا الناس تحزن بفقدان أحدهم ,مع إن الذي مات هو الجسد فقط !
عدت إلى منزلي ..جلست على سريري ,نظرت إلى السرير وقلت .
من سمّاك سريراً ؟؟
قمت من على السرير شاعراً بالملل ,وذهبت إلى هذا الجهاز المسمى "الكمبيوتر" وقلت .
ما الذي يجعلني أرى هذا الذي أراه الآن على هذه الشاشة ؟
من يضمن لي أن هذا المقال الذي أكتبه الآن حقيقياً ؟
من سمّاك كمبيوتر ؟
وبعد ما يئست ..قمت وأخرجت من مكتبتي كتاب "إسحاق نيوتن مكتشف الجاذبية الأرضية ",وجلست وفتحت كتاب "الجاذبية" وللا إرادياً وجدتني أقول " ماذا إن كانت تلك النظرية كاذبة ؟ "
دعني أجرب ..
أخذت شيئاً ووقفت وقم برميه لأسفل ..فسقط كما قال الكتاب .
أخيراً .. تأكدت من صحة معلومة !
خرجت من حيرتي وقررت النوم ..وبعد ما أغمضت عيني ..قررت أن أراقب نفسي أثناء النوم
حتى هذه فشلت فيها ...
قمت من على السرير ..محاولاً تذكر ماذا حدث لي خلال النوم
لم أتذكر شيئاً ...
الذاكرة ؟ هل الذاكرة حقاً موجودة ؟
لا أعلم ..
كلمة "العلم" نفسها ..من وضعها ؟
لست أدرِ .
هيا ..بسم الله الرحمن الرحيم , نبدأ من جديد في البحث يا أنا .
من أدراني إني أنا ؟!
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.