مايمليه عليك الصمت .. لطيف .. صوته خافت شعور بالامتلاء .. ونداءه مستمر .. تسمعه حين تتخلى عن الأول ، أي حين تتخلى عن عالمك الخارجي وتركن لعالمك الداخلي .
الرغبة بالعزلة .. ربما تكون فترة لاستراحة جهازك العصبي ، في نموه الجديد بعد فترة لا بأس بها من التأمل العميق .
إن كان الحزن والشعور بالوحدة ، هو مايرافق رغبتك في العزلة وقلة الكلام ، فهي من برامج العقل وقراراته في رد الفعل ، أما إن كانت الرغبة تلقائية .. تظهر من الداخل بشكل عفوي كنداء يسحبك للداخل ، فهي حاجة حقيقة للبقاء فترة كما رغب صمتك ..
وعندما يخبرك صمتك بنهاية هذه المرحلة ، عد إلى اندماجك بالعالم الخارجي ، لسبب أساسي .. وهو أنك عدت ليس كما كنت ، عدت بإدراك جديد ، ستختبره هنا ..
هكذا هي الرحلة ، متجددة دائما ..
كل الحب..
– – – – – – – – – – –
سؤال من أحد أصدقاء الصفحة ، عند الحضور والصمت هل يبقى العقل يعمل ؟ أم يتعلم الصمت ؟ وإذا تعلم فإلى متى يبقى صامتا ؟ ..
في التأمل العميق نشعر بالصمت الداخلي ، ولكننا نرى العقل يعمل في مكان ما ، فكيف يمكننا أن ندخله معنا في الصمت ؟؟
ج: العقل دائما يفكر بمصلحته (هل سأبقى على قيد الحياة ، في حال حل الصمت ؟؟؟) ، العقل خائف على فقدانه لوجوده ، لأنه يتساءل عن المستقبل ، لايستطيع أن يستمتع باللحظة ، لأنه لايدرك مامعنى العيش في اللحظة ، وليس بإمكانه التنبؤ بما تعطيه اللحظة من تدفق الوجود .
إن الصمت طبقات ، وكلما بهتت فكرة عقلية ، ظهرت طبقة من طبقات الصمت ، العقل لن يتوقف عن ثرثرته ، إنما أنت من يتغير ، وبتغيرك ونمو صمتك ، سوف يركن العقل إلى صمتك ، لأنه سيدرك أن مايشغلك به ، لاتنشغل به .. ولذلك سيركز معك في صمتك ، في التأمل نحن نغير وظيفة العقل من مضطرب إلى ساكن ، العقل ليس في الرأس ، هو مجموعة من الأفكار ، هو أشبه بهالة تحيط بك ، لكن السؤال الأهم ، لما نلجأ إلى جلب العقل للسكون ؟ هو كسؤال لما تفتح عينيك عند الاستيقاظ ؟
عندما يسكن العقل وتنقشع غيومه ، سيدرك الحقيقة ، الحقيقة التي لم يستطع العقل إدراكها بالحواس العادية ، ولم يستطع معرفتها بالأفكار ، عندما يسكن العقل ، سيتعرف إلى الله ، من خلال الصمت شعوريا ، الصمت هو منبع الفكر الصافي الخلاق ، لكن العقل الذي هو كخرم الإبرة ، يقوم بتشويه مافاض به الصمت ، ومن فاض صمته ضم كل الأجزاء إليه ، والعقل جزء صغير من الوعي ، شكرا لسؤالك الجميل .
– – – – – – – – – –
س: صديقتي هذا المنشور الذي ورد فيه لأوشو (أن نحب ونكره الشخص نفسه) أربكني …
جميع التعاليم الروحانية ، تحث على الحب غيرالمشروط ، وأيضا تعاليم المعلم يوغاني ، حيث الشاهد الصامت ، لايعرف الكره .. فالكره من ألاعيب العقل ، فلكي أكره شخصا ما ، يجب أن أفكر به بشكل سلبي ، حتى تأتي مشاعر الكره ، أما الحب والصمت فهما شيء واحد ، لأني عندما أدخل الصمت .. أكون قد دخلت الحب …