العقل اللاوعي الجمعي هو النموذج الاصلي Archetype الموجود في ذاكرتنا اللاواعية المتوارثة من جيل الى آخر وتعود الى اعماق سحيقة من حضاراتنا ونعبر عن هذا العقل بالأساطير المتوارثة و الاحلام , نسبة الى كارل غوستاف يونج ( أو علم النفس اليونجي). و العقل اللاوعي الجمعي هو أداة الاكراه الغير مباشرة المسيطرة على التجمع الانساني داخل دولة و الذي يقدم العام على الخاص. فالمشكل ليس بوجوده لأنه موجود بوجود التجمعات الانسانية فالأساطير أوجدناها لجعل كل شيء انساني و قابل للفهم, بمعنى أدق, اي شيء لم نفهمه حولناه الى اساطير و ارواح -وفقا للمستوى المعرفي لكن مع تقدم المعرفة الانسانية اصبح العقل الانساني لا يؤمن بالأساطير و الارواح و حقيقتها (مرحلة الانسنة ). سيطرة هذا العقل على التجمعات الانسانية يعود الى طبيعتنا البشرية اللاعقلانية التي تتوق الى الأساطير و دمج الوهم مع الحقيقة بسبب تركيبة ادمغتنا (Configuration of our nervous system from five millions years ago) فاللاعقلانية متأصلة فينا و تحفز تحركاتنا الواعية- اللاواعية. فالإنسان العاقل يفكر و يشك بما هو متوارث ويبحث عن الحقائق بنفسه لا يتلاقاها–لكن العاقل في المجتمعات العربية هو المقلد و المفكر يُقمع أو يُشكك بديانته بسبب قُصر نظر عقولهم. (و هنا لا أقصد Iconoclasm) . و لا بد من قول أن العقل اللاوعي الجمعي العربي عقل سلبي رجعي رافض للتطور و سببها الطغيان العقائدي الذي ولد طغيان فكري و اجتماعي و كل أنواع الطغيان و قمع العقل الخاص, فصبغت العقل الانساني العربي بصبغة رجعية بشرية و سببه دين الفقهاء (السلطة التي رسخت الافكار القهرية لهذا العقل) الداعم الاول للأساطير و الخرافات المحفز لطبيعة البشر والقاتل للإنسان و المسبب للإفك. و لنذهب الى أفكارهذا العقل اللاوعي المتبلور لدى الفقهاء نتيجة للاحداث التاريخية السياسية التي تعرض لها العرب على يد الاستعمار الغربي حيث من خوفهم على فقدان هويتهم تمسكوا بتعصب بتشريعات نبوية مخصصة لزمان معين لم تعد قابلة للتطبيق لآنها لا تتناسب عصرنا و اغلقوا عقولهم و تمسكو بما دونه السلف (بيد الفقيه هو المعني بدراسة التاريخ النبوي فقط ). فدولة الباكستان,مثلا, تأسست عام 1948 على يد المودودي و خوفا من عملية التهنيد تشكلت احزاب متطرفة و أولها في مطلع الستينات حزب "الاخوان المسلمين" المسبب لحادثة المنشية عام 1953 بقيادة السيد قطب (المتأثر بأفكار أبو الأعلى المودودي). بينما العقل الانساني عقل تقدمي, يتطور و لان بقاء العقل على ما هو عليه او تخلفه يؤدي الى تخلف معرفي ,اجتماعي, اقتصادي, سياسي, و بالتالي دولة متخلفة. و عليه المعرفة متطورة نتيجة تطور ادواتها و يجب أن نرى تأثيرها في سلوكنا (ثقافتنا/امتنا) –أي يجب أن يكون جسر بين المعرفة و الميدان. فسيطرة الفقهاء على المجتمعات العربية واضحة في مجتمعات الشرق الأوسط و سياساتها المصابة بالزكام و أي دولة تتدخل بحياة الشعب و تقمع الحرية هي دولة ديكتاتورية . فالعقل اللاوعي الجمعي العربي يجب أن يُبنى على الميثاق الاسلامي اي القيم الانسانية و حاكمية الله التي لا تعارض فطرتنا(القيم الانسانية بعد نفخ الروح), قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ. صدق الله العظيم.