أتتذكرون تلك الثورة التي لم تكن على بالنا أبدا حدوثها أو وجودها ، مازالت أتذكر تلك الأيام التي سبقت 25يناير2011 و كانت وسائل التواصل تضج بمدى انتقادنا لأوضاع متدهورة و انتقاد لطرق حل بعض المشكلات و الأزمات المتلاحقة وقتها ، ثم جاءت هذة الثورة ليفيق الجميع على هتافات و نداءات و متطالبات ، اتذكر نظرات من الخوف و الذعر ملئت اعين المسؤولين وقتها أتذكر رهبتنا و نحن نتابع الشاشة يوم بيوم و هو يعرض ميدان التحرير و شوارعه المجاورة ، أتذكر احساس كل فرد بأنه مسئول عن حماية أهل بيته و مسكنه و لاول مرة اجتماع سكان المنطقة الواحدة لحمايتها من اى اعتداء أو سارقين.
أتذكر تلك الايام و كأنها من الماضي البعيد ، و أرى الآن الحال و كأن شيئا لم يحدث ماعدا نفوسنا ونظرتنا و أحاسيسنا كل ما في داخلنا تغير.
اتذكر وقتها انني استشعرت انها جائتني هدنة من روتيني الذي يجري بأيام متلاحقة، حيث توقفت أشياء كتيرة في الحياة كانت تركض متلاحقة كأنها تمضي إلي مصيرها المحتوم.
أتذكر وجوه تلك الشباب المجهول الذين ظهروا فجأة و كل منهم يدعي بأنه حرك تلك الجماهير عبر صفحات التواصل الاجتماعي ، أتذكر آمال و أحلام شباب نزلوا و استشهدوا في يوم الغضب وقتها و كأنهم كانوا كبش الفداء دون المجرمين الحقيقيين.
أتذكر تلك الأغنيات التي كانت تذاع مؤازرة في شهداء ذهبوا افتراءا.... وصورهم تتوالي اعلاميا، أتذكر فرحة كتير من مثقفي مصر و هم يحمدوا الله انهم عاشوا تلك اللحظة التاريخية التي لم تتكرر.
الآن يريدون أن يمحوا تلك الذكرى كأنها لم تكن... لا يريدون أن يعترفوا بماحدث و يعتبروها بعفل فاعل و ليس بفعل شعب ضجر من مأساته و ينكرون كل ما مضى من تلك الأيام ولا أن يتغنوا بأيامها و كأنها اقتطعت من التاريخ قطعا.
بأي حق يمحوا كم الذكريات التي شهدتها و غيرت في نفسي و شعوري و خلقت لي احساسا وطنيا مفتقدا.
باي
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة