ما زالت أميركا وخلفها الغرب مستمرين بموقفهم المماطل والمشاهد حول "الثورة السورية" التي يذهب ضحيهتا الالاف يومياً منذ أنطلاقها, من أنطلاق الثورة السورية وأميركا أعلنت أنها تدعم "الثورة السورية" في حين مواقفها العكس فهي أكبر مضرة وعدو تعاني منه الثورة السورية, اذ تعاملت أميركا مع القضية السورية عبارة عن "بضاعة" تسعى للحصول على أرباح من خلالها بشتى الطرق وبكل أنتهازية.

سنوات وموقف الادارة الاميركية برئاسة "أوباما"مع القضية السورية غير حاسم ,موقف مماطل وأنتهازي وغير مستقر على قرار واضح أو سياسة حاسمة. لكن مع أقتراب الانتخابات الاميركية وبدأ المرشحين الاميركان للترويج عن برامجهم الانتخابيه هل سوف نشهد تغيير أتجاه الازمة السورية؟

كما معلوم أن "الإنتخابات الاميركية" كانت سبب في أنسحاب الاحتلال الاميركي في العراق, اذ كان البرنامج الأنتخابي لأوباما وحزبه أنذاك, المتضمن سحب الإحتلال الاميركي, سبب فوز "أوباما" وسبب أنسحاب الإحتلال الاميركي من العراق, بمعنى أن الأنتخابات الاميركية لها تأثير كبير على سياسة اميركا الخارجية .

نعم أن لايوجد أحتلال اميركي في سوريا أو العراق بشكل علني لكي نتخذ من هذا مقياس ثابت, لكن المعطيات تقول أن الاحتلال الاميركي البري(التدخل البري) أمر لابد من حصوله في الفترة القادمة في سوريا, وخاصة العراق اليوم يتواجد فيه "أحتلال أميركي" اذ تصرحيات أرسال مستشارين وقوات النخبة ماهي الاحتلال أميركي بري, فضلاً عن عمليات "الأنزال" التي حصلت عدة مرات في سورياً ومازالت تحصل, وفي الحجم نفسه يضاف التدخل الروسي على الساحة الذي أصبح مثار جدل.

عندما نأتي ونقرأ مواقف البرامج الانتخابية للمرشحين للرئاسة الاميركية حو القضية السورية والتدخل الروسي, نجد أبرز المرشحين الذين تناولت برامجهم القضية السورية والتدخل الروسي هما المرشحين : المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" والمرشح "ليندسي غراهام".

في الحقيقة مواقفهم مختلفة عن الأخر بشكل كبير, بل يصل أن يتهم أحدهم بالأخر بالساذجة ويبوخ برنامجه, أذ التصرحيات كلاهما على شبكة CNN مختلفة عن كل منهما بل حتى أن على صعيد المرشحين مختلفة عن وجهات نظر أحزابهما. حيث صرح المرشح "دونالد ترامب" بعنوان (دعوا بوتين يحارب داعش في سوريا.. لم علينا أن نهتم بحق الجحيم؟)

دعا هذا المرشح الجمهوري: إلى قلب استراتيجية أمريكا ضد تنظيم "داعش" رأسا على عقب، وتقليل التدخل العسكري الأمريكي في سوريا، ليتركوا الوضع في يد الروس, في حين يطالب أغلب الجمهوريين بجهد عسكري للقضاء على تنظيم الدولة كعادة الجمهوريين لايعرفون غير الحروب. كما أعرب المرشح في عن رأيه المخالف للجمهوريين في مقابلة على شبكة "سي بي اس" قائلاً: "اسمحوا لي أن أقول هذا، داعش في سوريا، الأسد في سوريا، الأسد وداعش هم أعداء لدودين. نذهب نحن لقتال داعش، لكن لماذا لا يمكننا السماح لداعش بقتال الأسد وبعد ذلك نستطيع التقاط ما تبقى؟".

وأضاف ترامب أن على الولايات المتحدة ترك زمام المبادرة في سوريا لروسيا، حيث تحالفت الحكومة الروسية مع نظام الأسد، مؤكدا: "روسيا تريد التخلص من داعش، نحن نريد أن نتخلص من داعش، لم لا نسمح لروسيا أن تفعل ذلك؟ دعوهم يتخلصوا من داعش. لم علينا أن نهتم بحق الجحيم؟".وإذا قللت إدارة ترامب، في حال فوزه بالرئاسة، من التدخل في سوريا، فإن ترامب بصفته قائد القوات سيعزز العمليات العسكرية الأمريكية في العراق!

أما على المرشح الاخر" ليندسي غراهام" جاء تصريحاته بعنوان "سوريا والعراق بحالة أنهيار وتصريحات ترامب عن السماح لروسيا بقتال داعش عوضاً عنا جنون.

تابع غراهام في مقابلته مع CNN: "أنا أعلم أن وطننا في خطر بسبب الإسلام المتطرف، وأن استراتيجية أوباما لهزم تنظيم داعش لا تعمل، وأن دونالد ترامب لا علم له بهذه الحرب.. دونالد ترامب قال إنه سيسمح لروسيا بقتال تنظيم داعش! هذا مستوى منخفض جديد أشهده حيث أن المرشح المتقدم على بقية المتنافسين بالحزب الجمهوري يريد لنا أن نستعين بمصادر خارجية في سبيل الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، هذا أكثر من الجنون.". وأضاف: "ما يمكنني قوله عن تصريحات ترامب حول أفغانستان وتنظيم داعش هو أنها خطيرة بالنسبة لي، فهذا الرجل ساذج فيما يتعلق بأمور الحرب على الإرهاب وعن الطرق التي من المفترض أن نلجأ إليها لنيل الانتصار."

وأردف المرشح الرئاسي الأمريكي قائلا: "السيد ترامب لا يعلم ما يقوله، ولا يهمني ماذا تشير إليه الاستطلاعات، أنا أعلم ما يجري في العراق وسوريا وكلاهما ينهار، وهو أقل شخص مؤهل ليصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، ومن الأفضل للأمريكيين الاستيقاظ."

خلاصة القول مصير "الازمة السورية وثورتها" ومجريات "التدخل الروسي" سوف يكون لها موقف حاسم في الانتخابات الامريكية الجديدة سواء على البرامج الانتخابية لـلمرشح "غراهام" , أو المرشح الأخر دونالد ترامب وأحزابهم بشكل كبير, ما أرى أن الانتخابات الاميركية القادمة سوف يكون فوزها معتمد على الواقع "السوري والعراقي" كما حصل مع فوز أوباما بأنسحابه من العراق, والأهم سوف يكون للقضية السورية قرار حاسم سواء بسياسة أميركية جديدة كأن تترك أمركيا سوريا لروسيا بعد طوال عناء , أو تتمسك بها مع العراق وتباشر بتدخل أميركي بري علني كما يرغب الجمهورين بكل تأكيد بأستنثاء دونالد ترامب الأمر يا سادة مرهون بفوز أي الحزبين.