لها وجه برئ يبعث علي الراحه جعل صورتها تنتشر بسرعه البرق علي مواقع التواصل الاجتماعى فى منشور يعلن انها قد تم خطف مدرسه اللغه الانجليزيه هدير فى الأسكندريه بعد بضعه ايام من حدوث واقعتين مشابهتين لاختفاء فتاتين فى الاسكندريه ايضا، لتشتعل الامور ويدب الرعب فى القلوب ويستعيد الناس أجواء زمن ريا وسكينه .

فى بلدنا البائسه تتحرك المؤسسات بإهتمام تجاه شخص مفقود وفقا لأسباب محدده ، كأن يكون هذا الشخص ذو صله بصفوه المجتمع أى أصحاب السلطه والمال ، أو أن يكون شخص مطلوب لخصومه سياسيه ، فى ماعدا ذلك لا يحدث تحرك إلا أذا كثرت الأحاديث عن حد معين مما يجعل التجاهل أمرا صعبا بل وربما كان التحرك لحل امر يشغل الراي العام سيجلب دعايه ايجابيه لتلك المؤسسات هم فى أمس الحاجه إليها وسط إخفاقات متواليه علي جميع الأصعده .

اليوم فوجئ الجميع بأتصال من هدير ببرنامج وائل الإبراشي تعلن فيه بصوت مرتعش أنها غير مخطوفه بل هربت من أهلها لخلافات أسريه لتبحث عن حياه جديده بالقاهره وتم توقيفها من قبل الشرطه بعد انتشار اخبار اختفائها .. حمدا لله اذن ، ستنتهى حاله الذعر بين الناس بعد أن علموا أنهم تفاعلوا مع فتاه ربما لم تكن تستحق أهتمامهم وقلقهم عليها رغم شهاده كل المقربين منها بحسن خلقها وسلوكياتها ، ولكن مهلا .. يوجد الكثير من اللا منطقيه هنا .. من أين تتحدثين يا هدير ؟ من قسم شرطه بجنوب سيناء حيث تم توقيفى فى خليج نعمه !! ألم تكن فى القاهره كما قالت ؟! .. وهل من الطبيعى ألا تكون أنتبهت لأخبارها التى تملأ الانترنت ؟! موضوع هدير هذا يثير الخوف والرعب والقهر ، يقهر فيه انه من الواضح أنه قد تم الضغط علي الفتاه لتقول انها فير مخطوفه ودا شئ يستطيع أي طفل رؤيته ، ومع ذلك فى ناس كتير شايفه اللي "المقدم" وائل بيه الابراشي عايز يظهره ان الموضوع خلافات اسريه وان مفيش خطف فى البلد والدنيا امان والشرطه فى خدمه الشعب .

تحدث مداخله هاتفيه من أخت هدير لتعكر صفو التمثيليه الدائره وهى تصرخ بانفعال أن أختها تقول ما تقول تحت ضغط ، تقول أن أختها فتاه عقلانيه مستقره مع أسرتها ومع خطيبها والحديث عن خلافات أسريه هو محض هراء .

"خلاص يا جيهان الموضوع خلص بقي " تقاطع هدير بهذه العباره أختها ليتضح وجود شئ غير طبيعى بالأمر أكثر وأكثر . تصمت هدير لبرهه ثم تعلن أنها قررت الرجوع غدا - أو مساء اليوم - لأسرتها وتعيد توجيه الشكر لسياده اللواء بجانبها !! للمره المائه تطل عدم المنطقيه متمثله فى لهفه الفتاه للعوده لأسرتها التى من المفترض انها ضاقت بمشاكلها معهم لدرجه أن هربت منهم .

الخوف .. أصبح ذلك هو العنوان الرئيسي لحياتنا ، والمصيبه الأكبر هى أنهم يريدوننا أن نواجه هذا الخوف بالإنكار ودفن الرأس فى الرمال ، وكأننا أذا أقنعنا نفسنا بعدم وجود ظاهره الخطف تلك فسوف نقضي عليها ، يتحججون بأنهم لا يريدون نشر الذعر فى المجتمع ولكن ذعرى قد يحمينى وأطمئنانى الزائف قد يؤذينى ، الخطر موجود ويجب مواجهته ، توجد عصابات تقوم بخطف الأطفال والفتيات وربما الرجال فى المستقبل لأغراض التسول والأتجار فى الأعضاء وأحيانا لأغراض إنتقاميه ، يحدث ذلك وسط ضعف وتخاذل أمنى شديد ، فيجب توخى الحذر .. ربما بالتحرك فى مجموعات قدر الأستطاعه .. ربما بإرسال بيانات المكان وبيانات وسائل الإنتقال المستخدمه للأهل أو الأصدقاء .. بأى وسيله تراها فعاله لتأمينك حتى لا تجدى نفسك فى النهايه مضطره لعقد صفقه تتخلي فيها عن سمعتك مقابل أمانك ، لا شك أن هذه الحادثه سيكون لها تأثير كبير على هدير ولن تكون حياتها بعدها كما كانت قبلها أبدا .. ولكنها على الأقل قد تكون أوفر حظا من الذين أختفوا بلا حملات من الرأى العام تساهم فى عودتهم ، وربما يكون فى صبرها علي بلائها خيرا ستراه فى المستقبل . المستقبل الذي نتمنى جميعا أن نعيشه كما نأمل ..

بلا خوف ..