تساؤلات حول عالم الطفولة... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تساؤلات حول عالم الطفولة...

تساؤلات حول عالم الطفولة...

  نشر في 05 غشت 2016 .

تحضير: الأستاذ شقلال محمد الجزء 1

تمهيد:

   إن الاهتمام بالطفولة وتربيتها وتعليمها وإكسابها مختلف المهارات والقدرات، وكذلك تأهيلها لتحمل المسؤولية والاهتمام بالأوطان و حراسة الدين، كذلك جعلهم مواطنين صالحين ونافعين لأنفسهم ولمجتمعهم ولأرضهم ولوطنهم ،كذلك تربيتهم ليكونوا عباد لله صالحين حتى يفوزوا بالجنات والرضوان، كل ذلك لا بد أن يكون وفق برامج وطرق ووسائل وتوزيع للمواد والنشاطات والأعمال المختلفة، ولابد من تحديد للأهداف القريبة والمتوسطة والبعيدة ، وفهم الغايات والمقاصد والدوافع والحوافز التي تدفعنا للقيام بهذه المهمة الخطيرة التي لا بد لها من مختصين في علم النفس وتربويين و مختصين في علم الاجتماع ومسؤولين ووزارات وهياكل تربوية ، كل ذلك لا بد أن يكون في خدمة الطفولة.

    من خلال هذه الكتابة أود أن أرسم تصور حول كيفية تربية الأطفال، خاصة أطفال المحصورة سنهم بين 7 سنوات و14سنة.

لماذا هذه الفئة بالذات؟

إنها فئة تتوفر فيها صفتان أساسيتان يحتاجها المربي والمتمثلة في الطاعة والاتباع، زد على ذلك لم تتلوث هذه الفئة كثيرا بالبيئة المحيطة بها ، ولم تنغمس فيها كثيرا.

كيف أفهم الطفولة؟

الطفل ذات مستقلة عنك ، وهم مختلفون فيما بينهم كاخلاف البصمات ، مختلفين من الناحية الاستعدادات والقدرات و الناحية الجسمية والعقلية والنفسية و درجة الاهتمام أسرهم بهم، ومختلفين من ناحية القدر الذي كتب لهم سواء عاشوا الفقر أو الطلاق أو التشرد أو اليتم أو الحرب والبيئة التي عاشوا فيها والوسط الاجتماعي و مختلفين من ناحية الأرض التي ترعرعوا فيها والمسكن الذي عاشوا فيه ونوعية الغذاء الذي تناولوه في مختلف الحقب الزمانية ، ولا ننسى أن عظماء اليوم والساسة والمتخصصون والعباقرة ، حتى المجرمون سواء الكبار أو الصغار ، كانوا جميعا اطفالا..

ما الذي يميز هذه الفئة ؟؟

إنها تتميز بالنشاط والحماسة والطيبة والحب الصادق والاحساس المرهف والتلقائية والعفوية و حب اللعب وكثرة الحركة، ومشاكلها وعقدها درست من طرف الكثير من المختصين فما علينا إلا الاطلاع على هذه الدراسات.

إذا أقمنا لها برنامج تربوي يراعي هذه الجوانب نستطيع أن نقطع مع هذه الفئة،أشواط كبيرة

نحو الكمال حسب تصورنا.

لماذا الاهتمام بالطفولة؟؟

للاجابة على هذا السؤال نحتاج إلى استقراء لواقع الأسرة وواقع المجتمع ، الملاحظ أن الكثير من الأباء والأمهات يراعون الجوانب المادية ، بمعنى يؤهلونهم ليكونوا ذوي مكانة اجتماعية من خلال دفعهم إلى التعلم الرسمي في المؤسسات التربوية،ويحزنون كثيرا عند رسوب أبنائهم في الدراسة، وبالمقابل الكثير يهمل الجوانب الروحية والأخلاقية والإجتماعية التي تضمن تماسك المجتمع ولا يراعون استقلالية ذوات أطفالهم ولا يفهمون أنهم خلقوا في جيل مختلف عن جيلهم تماما وواقع ثقافي وعالمي مختلف ، أضف إلى ذلك هناك فقر كبير في الواقع الفكري والثقافي والأدبي و الفني في مجتمعاتنا خاصة فيما يخص الطفولة ، كذلك هناك من يغلب الجانب العبادي والشكلي والتقليدي في تربية أبنائهم غير مراعين العصر الذي نحياه .

كيف نعامل الأطفال؟؟؟

معاملة الطفل فيها حسب اعتقادي كثير من التمثيل وضبط النفس وتمثل المعاني والقيم و الأخلاق التي نربي بها أطفالنا أي نكون قدوات لهم ونبحث لهم عن قدوات و زعامات وأناس ناجحون ندرسهم هذه الشخصيات لتكون نبراس لهم في مسيرتهم الحياتية، و لا بد من الصبر الذي يجعلنا ننتظر النتائج التي عملنا لزرع بذورها لكن يكون لنا الاستعداد لتقبل النتيجة كما هي لا كما كنا نتصور، لأن المربي والساهر على صياغة شخصيات الأطفال لم يكن وحده في الساحة بل هناك وسائل إعلام و البشر المحيطين بأطفالنا و قبل كل ذلك هناك ذاتية الطفل التي ستتدخل لرد أو قبول ما كنا نزرعه، ولا ننسى أن البذور التي زرعناها يوما لابد من رعايتها وسقيها ومتابعة عميلة الكمال ويجب أن تتحول فيما بعد إلى تنمية وتزكية ذاتية يمارسها الشخص وحده.

هل نستطيع تربية الأطفال ؟

الكثير منا يتحجج بقوله لا يطيعني ولدي، أو أنا أبني وغيري يهدم، أو اقلب القدر على فمه يشبه أمه، أو المدرسة والمعلم والإمام والوزارة هي التي تربي أما نحن ما علينا إلا توفير الأكل واللباس والمأوى، وهناك من يرى أن الذرية رزق ممكن تكون صالحة أو فاسدة هذا من عطاء الله أو يقولون أنني فعلت ما علي ولن أفعل أكثر وهناك من يقول يكبر الطفل وسوف يتعقل ، إذن يبررون فشلهم التربوي بمختلف الحيل والأعذار حتى لا يحسون بقلق تضييع المسؤولية ...

من المسؤول على الواقع الذي هم فيه أطفالنا الآن؟؟

الحقيقة الكل من قريب أو بعيد ، ولا داعي في موضوعي هذا أن لأحمل المسؤولية لزيد أو عمر، لكن لا بد أن لا ننسى المخططات الجهنمية التي تحاك لإفساد الأطفال من خلال الأفلام والرسومات المتحركة و الحصص التلفزيونية التي تسوق للجنس والفواحش والرذائل والعنف اللفظي والمادي ، بالإضافة إلى تجمد الوسط الثقافي و تدني الحياة الاقتصادية و وضعف القدرة الشرائية والغلاء الفاحش خاصة الكتب والأدوات المدرسية الجيدة ، ولا أنسى غياب الأدوار في العائلة كدور الأب والأم والجد الذي هو محوري في التربية السليمة ، والعم والخال من الذكور والإناث...

هل اهتم الرسول والأنبياء عليهم السلام والصحابة والعلماء قديما وحديثا بعالم الطفولة حسب القرآن الكريم والسنة المطهرة والتراث الاسلامي؟؟؟

حسب معلوماتي وما قرأته واطلعت عليه ولكن بموضوعية ، ذكر القرآن الكريم وصايا لقمان لابنه وذكرت قصة نوح وابنه عند الإهلاك ، وقصة ابراهيم الابن مع أبيه ، وقصة إخوة يوسف ويعقوب مع ابنه ، وقصة عيسى الرضيع ومعاناة أمه البتول ، هذا فيما أذكره من ققصص قرآني ..

وذكرت السير طفولة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكثير من الأحاديث النبوية تناولت الطفولة، وما قصة زيد الطفل الذي ترأس الجيش بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم إلا دليل على موعية الطفولة التي بناها الرسول صلى الله عليه وسلم ...

وذكرته كتب التراث على اهتمام الأمهات بأبنائهم مثل مااهتمت به أمه الإمام حنبل بن حنبل ، وكذلك ذكرت على اهتمام الأمراء في العصر الأموي والعباسي بأبنائهم وتأهيلهم للملك ..

من الذي يتصدر تربية الأطفال والأجيال؟؟

الذي يتصدر التربية لابد أن تكون لديه استعدادات وكفاءات وقدرات وثقافة وعلم وأخلاق راقية مع مواصفات نفسية وانفعالية تؤهله لأن يصبر ويتفاعل مع الأطفال بكل رحمة وحب ، بحيث يتفهم الصعوبات التي يحيونها ويكون لهم عون لمساعدتهم لتجاوز مرحلة الطفولة بسلام، والخطر الذي نتخوف منه هو أن يستعمل المربي الأطفال كوسيلة للتنفيس عن متاعبه وعقده وغضبه ، بحجة أنهم يكبرون وسينسون ، ثم يرفع في وجوههم سياط الأبوة أو الأمومة أو الأستاذية أو المشيخة حتى لا يتجاوزونه ويكونوا تابعين له ما تبقى من حياتهم ، المربي مصدر للأمن والأمان بالنسبة للمتربى ومعين على تجاوز مراحل تزكية النفس وتطوير العقل و اكتساب المهارات ، المربي لابد أن يبني ذاوات مستقلة تقوم بدورها بأكمل وجه في المستقبل ولا ينسخ تجربة تربيته من طرف أسرته أو معلمه أو أستاذه أو إمامه أو شيخه، لكنه يوفر الظروف الظروف كي يتغيروا ويتعلموا و ينموا طبيعيا وليس اصطناعية ، لا يكونوا في بيئة طاهرة مثالية فيصطدموا لما يتعاملون مع الواقع ولا يكونوا في بيئة فاسدة فلا يعرفون سبيل إلى الطهر والصلاح والتقى...موضوع المربي يحتل مكانة جوهرية في العملية التربوية ، ولا يتصور نجاحها من دونه إلا إذا صادفت أو شاء الله أمرا بأن يجد الطفل في طريقه من يكون سبب في استقامته وصلاحه ونجاحه في الحياة... 



  • شقلال محمد
    هاوي كتابة المقالات خاصة الفكرية التي لها علاقة بجوهر الانسان السليم
   نشر في 05 غشت 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا