أمي يا ملاكي..
هيام فؤاد ضمرة..
أمي يا ملاكي
يا دندنات حكايا مساءاتي
يا قلباً للإغداقِ حانياً..
مسَحَ بكفِ التحنانِ ذاتَ زمانٍ اعتلالاتي
وشكَّلَ أبعادَ خارطتي بمَساحاتِ أحلامي
يا روحاً تتدفق بكلِّ طاقاتها
لتذود الضرَّ عن أسواري
وتمهِّدُ الدُرُوبَ لألا تتعثرُ خُطاي
توقف عني حكايا الطاعنين بالغدر
المُتردين في مهاوي الخُبث بالإخباثِ
فيا أمي يا بؤبؤ عيني ومرآتي
يا بَعدَ الرؤيةِ حينَ تتجمَّلُ بالأشياء مناراتي
يا أنامل الخير حين تجمع عيدان قوتي
لتُذكي في لواعِجي مُعترك نجاحاتي
وتضمُّ على صَدرِها لعثمات طفولتي
فتتهجى سامِقاتِ الحُرُوف لتُغذي مُدرَكاتي
هي حرُوفٌ غيرَ مَجرورةٍ بأحبالِ التهيؤات
غيرُ مكسورةٍ بانسدالِ القهرِ من فوقِ ستائرِ الاحترازاتِ
مَنْ تَلازَمَ العَطاء السَّخي في أنامِلِها
مَنْ تحفظَ الدِّفء في مَشاربِ أعطاشي
فيا أكوان أحلامي
يا نداءات مَنْ عبأ بالعزمِ أدرَاجي
وعلقَ أيقونة العزة داخلَ دولابَ كرامتي
فأنا مَنْ ارتمَى في حُضنِها شَغوفا
لتتسللَ أناملها وتتخلَلَ غابةُ شعراتي
فأدني أمي من كأسي ليرتد بالكأس شراب هنائي
وتداني حد لمس لساني
ليتحرر تعبيري عن سكناتي
أو مري سريعاً من فوق أنفاسي
عبرَ كلِّ احساسٍ تناغمَ بانبِجَاسِ
وأشيري بيدك أنْ هاهنا وضعتِ الأثرَ بأثوابي
وزرعتني أشتال قيم ندية فابتنيت لها بيت إلهامي
فرافقيني أمي على مركبِ العُمرِ عبرَ مُحيطٍ
تتهَادى عليه مَكنوناتي متشبثة برصيد أخلاقي
أسكنيني فوقَ جزيرة قلبكِ الحَاني
لأنهلَ أمني بجَميلِ احسَاسي
وحَرريني من قيود اعتمالات مخاوفي
حتى يستوي بي الخطو الآتي
سأظلُّ أسكرُ الحُبّ فيكِ أمي
فامنحيني قطوفَ الوَعيِّ حتى يَفيضُ كاسي
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية