يبدأ الإنسان عادة بتغيير عاداته و طباعه السيئة عندما يدرك وجودها ، أما ما قبل مرحلة الإدراك فلا يستطيع الإنسان صنع هذا التغيير ، لذلك سأذكر أكثر الطباع المنتشرة في الأسُر ، و أعتقد أنك نشأت على بعضها إن لم يكن جميعها ، لتبدأ بعد إدراك وجودها بالعمل على التحرر منها ، وستحتاج فترة من الزمن لتغييرها ، لأن من الصعب تغيير أمور يمارسها الإنسان منذ صغره ، لكن بالعزم ستذلل هذه الصعاب مهما كانت صعبة .

- *تضخيم الأمور*

نشأت معظم الأسر على تضخيم الأمور ، فكل مشكلة ولو كانت صغيرة يتم تضخيمها و جعلها قضية أشبه بالحياة أو الموت ، فالبعض يعاتب أبنه كثيراً بسبب خطأ واحد ارتكبه في الإختبار ، و البعض الآخر يحدث مشكلة كبيرة عند تغيير أماكن الأَسِرّة أو الكنبات ، وهكذا يكبر الأبناء و يضخمون الأمور وفي نفس الوقت لا يعلمون بوجود هذه الصفة الذميمة فيهم .

- *الإتكالية*

يولد الطفل و يكبر وهو يرى والديه يقومان بكل أمور حياته ، الصغيرة قبل الكبيرة ، لدرجة أن الطفل عندما يُسأل عن اسمه ينتظر والديه ليجيبان عنه ، يعتقدان بأنهما يقدمان خدمة عظيمة لأبنائهما ، و هما لا يعلمان بأنهما بذلك يغرسون صفة سيئة جداً في أبنائهما ، ولا يعلمان كذلك بأنهما يخلقون مشكلة كبيرة لهم في المستقبل ، لأنهم سيكبرون إلى أن يصلوا لسن الزواج وهم لا يعرفون كيفية التصرف في أبسط الأمور فضلاً عن الأمور الكبيرة .

- *عدم خوض التجارب*

في كثير من الأوقات عندما يبدأ وعي الأبناء في الظهور يصطدم الأبناء بفكره مفادها أن الأبن البار بوالديه هو الأبن الهادئ الذي لا يزعج والديه ، وهذا الكلام صحيح ، ولكن المقصود من هذه الفكرة هو أن على الإبن أن لا يقوم بأي عمل لا يملك عليه فكرة أو خلفية مسبقة ، وهذا بالطبع يتناقض مع مَلَكَة الفضول التي وضعها الله تعالى في الإنسان ، والتي بها يخطأ و يتعلم و يتطور و يستمر بها بالتحسن و التقدم للأمام .

- *التفرد باتخاذ القرارات*

هذه من أكثر الصفات التي ينشأ عليها الفرد و يكبر بها ، وهي تسبب الكثير من المشاكل ليس فقط على صاحبها بل حتى على أصحابه و عائلته و أسرته ، هذه الصفة دليل على أن الفرد يعتقد بأنه دائماً على حق ، ولهذا يصعب على هذه النوعية تقبل النصيحة و النقد و الرأي المختلف ، وتكبر هذه المشكلة عندما يتفرد الفرد باتخاذ قرارات لا تخصه ، فيتدخل مثلاً في اختيار تخصص أبنائه أو اختيار زوج بناته وغيرها من القرارات التي لا تخصه .

*عمار محمد*