عندما نتحدث عن الديانة في الامبراطورية الرومانية بشكل عام وعن ديانة الامبراطور الروماني تيبريوس بشكل خاص، لابد لنا أن نعطي توضيحاً بصورة عامة وسريعة عن طبيعة تلك الديانة في الامبراطورية الرومانية ن وعن الالهة التي كان الرومان يعبدونها ويقدسونها، وعن انواع الالهة عندهم( ). وكذلك طبيعة المعابد التي كانت تدار من قبل الكهنة آنذاك.

قامت الديانة الرومانية في بادئ الأمر على اساس الفكرة التي تؤمن بوجود بعض القوى الخفية، التي تتحكم بحياة الناس ، اطلقوا عليها اسماء تتلائم مع نفوذها ودورها، مثل اله الزرع، واله الغابات واله المدينة ، وغيرها، وعلى الناس أن ترضي هذه الالهة لكي يتجنبوا شرها، ولم يكن يجسدوها بشخصيات معينة ، لذلك نرى أن ديانتهم جافة وشكلية تبتعد عن الروحية الخفية التي تتضمنها كلمة الدين( ).

فكانت الالهة تشمل انواعاً عدة أهمها (جوبتير) اله السماءالصافية و(الالهة فيستا، الهة الموقد والبيت) والاله مارس اله النمو والرجولة والقوة الخلاقة ، وفينوس اله الحب والجمال، وديانا الهة القمر والالهة سيرس الهة الخصوبة والمحاصيل الزراعية ، وعلى الرغم من تعدد الالهة ، كان الرومان متسامحين مع الاله الاجنبية من خلال اقامة المعابد، وطقوس العبادة، واقاموا لها معابد في روما، كايزيس و اوزيرس ، الالهة المصرية( ).

أما المعابد والكهنة الرومانية كانت تتمثل بغرفة واحدة فيها صورة الاله وإمامها هيكل مزيح يقدم عليه القرابين وتقام عليه العبادة هذا كان في بادئ الأمر ، إلا أن الرومان اكتفوا ببناء المعابد الكبيرة والضخمة واستخدمت للعبادة وللاغراض المدنية( ).

أما طبقة الكهنة ورجال الدين فقد تميزت عن غيرها من طبقات المجتمع ، وكانوا يمارسون الطقوس الدينية ، ولا تتطلب وظيفتهم اعداد خاص أو تمرين معين، بل كان الشخص القوي الذي يمثل الدولة فهو من يمثل الكاهن لإدارة المعبد ويظهر مدى ارتباط الدين بالدولة.

وتميز رجال الدين بانهم بانهم رجال دين ، وظيفتهم الاساسية الاشراف على ديانة الدولة وهم كهنة الاله( ). ومن العبادات التي انتشرت عند الرومان ، ولاسيما في العهد الامبراطوري ، بدأً من عهد الامبراطور اغسطس والامبراطور تيبريوس، وكانت تقام هذه العبادات في جميع انحاء الامبراطورية ، وليست في روما فقط ، ولا يعبد الامبراطور الا بعد موته ويعد الامبراطور اغسطس أولهم ( ).

إلا أن تيبريوس رفض الالوهية كأمبراطور، إلا أنه كان على الديانة الاولمبية وبما أنه يمثل الكاهن الأكبر للديانة الاولمبية، فكان عليه أن يترأس الاحتفالات الدينية، ويدير شؤون الكهنة والمعابد، وتقديم القرابين إلى الالهة بنفسه ، لا سيما في المناسبات الدينية، على الرغم من أن الاباطرة لا يؤمنون بهذه الطقوس الدينية ، وإنما استخدموها كصفة دينية لكي يقنعوا الشعوب بالخضوع لمطالبهم( ).

إلا أن تيبريوس كان كارهاً هذه الحالات ، إلا أنه اراد الحفاظ على عرشه وحياته، وعليه كان تيبريوس قيصر هو الامبراطور الروماني الذي عاصر فترة وجود الرب يسوع المسيح وصلبه وقيامته، ويظهر ذلك من خلال وجود صورته على الدينار الذي اراه الفرنسيون للرب يسوع، ويذكر تيبريوس استدعى (بيلاطس)( ) إلى روما لمعرفة اسباب جلبه يسوع ، إلا أن الاخير ما أن وصل إلى روما حتى توفي تيبريوس( ).