فى هذا المقال ساحاول ان اغوص فى بحرين ، بحر الخيال , وبحر الشعور
انهما فى البداية معنيان من المعانى المغروسة فى فطرة الانسان ومتصله بنفسه وعقله فالمعانى عمونا تقبع داخلنا فى مراكز ثلاثة العقل والقلب والنفس
وكل منهما شريان الى الاخر وهذه معادلة معقده من قوانين الفطرة الانسانية المعقدة فى تركيبها المعنوى
فالخيال مثلا هو عالم تغوص فيه بعقلك يحمل افكارك الى عالم داخلى له معانى ومدلالوات فى ذاتك , وعندما تجوب تلك الافكار فى واقع خيالك الداخلى تبدأ صور الخيال تتجمع فى مخيلتك لتكون بداخلك انسجاما فى عالم اخر لا يتقيد بالزمان او المكان
ذلك العالم الذى يتغير واقعه من شخص الى اخر وفقا لتفاعلات تلك الافكار والصورة الناتجه عنها
تلك الصورة التى تكون فى الاساس موجودة بداخلك تستقر فى عالمك الداخلى ولكنها خرجت فى هذه اللحظة وخرج مها شىء من معنا جديد يوجد ايضا بداخلك
ذلك المعنى الجديد لا تدركه بخيالك لانه ليس له صورة فى واقع خيالك وانما تدركه بشعورك اذا حركت هذه الصورة ملكة الشعور بداخلك فدائما يصاحب الخيال شعور فريد يصعب علينا تفسيره فى احيان كثيره
وقد تكون الحقيقة فى الامر جزء من حياتك فالحياة نفسها بداخل الانسان تعيش بوجهين وجه يتمثل فى ظاهرك ووجه يتمثل فى باطنك ونحن ندرك الظاهر ولا ندرك الباطن فالباطن لا يدركه الا الله ومن وهبه الله نعمة الحكمة والفطنة والفراسة
انه امر معقد تتعدد معضلاته وبالكاد يستطيع العقل ان شيئا من لغزه الداخلى ولغز الارتباط بين المعانى وحقيقتها واتصالها بملكات العقل والقلب والنفس لان ذلك التفسير يكون على قدر الخاطر الذى يجوب فى افق الخيال
رحيل الفكر
-
اشرف محمودالانسان فى حقيقته الخفية انما هو ملكاتٌ تسكن بين الجوارح فمن استطاع ان يتخاطب مع ملكاته ويتصل بفكره وصل الى حيث تستقر ذاته وتتكلم جوارحه وعنده هذا تكون رؤيته بعين الحقيقة