كيف تنتهي الديمقراطية؟

تأليف: دافيد رونكمان

مراجعة: ميلاني مكدوناج

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

يقول جورج سانتايانا أن من لا يستطيع تذكر التاريخ يحكم عليه بتكراره. ولكن دافيد رونكمان يعتقد أنه على خطأ. ويقول في رائعته التحليلية”كيف تنتهي الديمقراطية” أن مشكلتنا تكمن في تذكرنا أقل الأشياء فائدة من التاريخ منصتاً دائماً لحقبة الثلاثينات من القرن الماضي ليفسر مظاهر السياسة الحديثة التي لا نحبها كثيراً ومنها ترامب. ومن الأفضل مقارنة أنفسنا بأثينا القديمة التي تعتبر أنقى ديمقراطية في العالم

لا نعيش في الثلاثينات كما أننا لا نحيا عصر الانقلابات العسكرية التي عفا عليها الزمن في الستينات من القرن الماضي

يقول رونكمان أن ذلك يحدث بطرق أكثر براعة: إذ يحطم النظام دون الحاجة لقلبه من خلال ما يسميه التفخيم التنفيذي. “عندما يقضم المسؤولين المنتخبين الأقوياء الديمقراطية شيئا فشيئاً وهي يشيدون بها.”ويعتقد أن ذلك يحدث الآن في الهند وتركيا وربما في الولايات المتحدة

وتكمن المعضلة في كونها “عملية تزايدية….بينما ينتظر الناس حدوث الإنقلاب الحقيقي يكون الإنقلاب التدريجي قد قطع شوطاً طويلاً” ومما يساعد على حدوث ذلك أن “ديمقراطيتنا ديمقراطية كسولة” احالتنا الى متفرجين سلبيين

ورونكمان أكاديمي من جامعة كامبردج ولذلك يقترح أن المكافئ المعاصر لحق الاقتراع العالمي هو المطالبة بحقوق أكثر للمتحولين ولا يبدي كثير حماس للاستفتاءات مثل خطوة البريكست

ويقول كان هناك شعور هامس في كامبردج أن الناخب الغبي كان شديد الحمق لدرجة لا يستحق فيها الحق بإبداء رأيه في الأمور المهمة…ويقول أن أحد البدائل للديمقراطية هي الابيستوقراطية أو حكم الخبراء. ولا يعتقد أي مناصر لذلك أن الآخرين سوف يقومون باتخاذ القرارات

ومن الغريب أنه لا يتحدث عن سويسرا التي تمثل برأيي أكمل أنواع الديمقراطية المعززة باستفتاءاتها المتكررة

ويقول أن” الديمقراطية الغربية الناضجة وصلت إلى الذروة وأنها تخطت أوجها.” وهذا إفتراض يخيف الجميع وعلى الأخص مرعباً عند مناقشته للبدائل

يعتقد أن الديمقراطية كنظام لها نقاط قوة خاصة في أوقات الأزمات عندما نحتشد سوياً ولكن لا يوجد خطر داهم يكفي لتوحدنا مثلما فعلت الحرب الأخيرة

يناقش في فصل “الكارثة” عدم مبالاتنا وخوفنا من الأسلحة النووية- والتي كانت قضية الاحترار العالمي في الثمانينات من القرن الماضي- بالرغم من التهديد المستمر الذي تمثله لغاية اليوم. ونحن نشعر بكارثية الاحترار العالمي رغم بعده ونتجاهل ما هو أدهى وأمر

وأكثر الفصول إرعابا هو ما يتعلق بتأثير الثورة الرقمية على الديمقراطية ويناقش استخدام التقنية الجديدة لاستشارة الناخبين مباشرة. ويعتقد رغم ذلك أنه في النظام العالمي الجديد سيتخرب جبروت الدولة القديمة بفعل الطاغوت الجديد: أولئك المتحكمين بالتكنولوجيا

وفي هذا الإطار سيربح الأسياد الجدد. ويضيف” سيكون هذا هو مصير الديمقراطية: سيحضر أنصار ترامب ويرحلون ولكن أنصار زوكربيرج سيتابعون القدوم”

وهذا مخيف ولكن على نحو جيد

المصدر:

How Democracy Ends by David Runciman

Melanie Mcdonagh.

May 17, 2018

Evening Standard