ما بين غيوم اليأس الخانقة وصياح رعود الإحباط الكاذبة وما بين ظلام الليل الحالك تكمن فرصة.

.

وكأني بك يا صديقي وقد جلست متكئا على حائط ملقيا سلاحك عن يديك لتقرر بأن قد حان وقت الإنسحاب.

قم يا صديقي فما خلقت لتستريح، إنهض وأكمل حربك وإياك والخضوع أو الخنوع ، لا تركن للدونية يا صاحبي لا تكسل لا تيأس لا تسقط هيا هيا قم وأنهض.

تلك الجوهرة التي تتمناها ، انظر لوهجها ، هي تناديك ، هي لك ، هيا إذهب وخذها.

دمر كل ما يقف في طريقك إليها

قف لوهلة ثم تأملها لبرهة ومن ثم أكمل المسير نحوها فهي لك ، لك انت وحدك. 

فالأحلام يا سيدي لا تحقق بالتقاعد والكسل ولا تأتي جزافا هكذا لمن يستحق ولا يستحق فلذا إن كنت تحلم بتحقيق شئ ما فلا تتوقف عن الركض صوبه وإن كنت لا تحلم بشئ فأعلم بأنك نصف إنسان ، إنسان بائس ولد فقيرا ومات فقيرا ، إنسان يائس كبل يديه بأصفاد الذل والدونية راضيا خاضعا خانعا ولا هم له غير أن كيف يأكل وكيف يشرب ويقهق ، أي حياة هذه ، أي هوان هذا! 

وما قيمة الإنسان إلا بنبل غاياته وعظم ما يصبو إليه.

والقتيل عندي يا سادة من قتلت احلامه ، من رضي بتوافه الأمور وسفاسفها فأختار الجلوس باكيا على أن يواصل المسير.

 فلا تقبل يا سيدي بأن تموت كما ولدت وكما يقولون "ليس العيب أن تولد فقيرا ولكن العيب أن تموت فقيرا" وكذا ليس العيب أن تسقط وتسقط وتسقط في سبيل تحقيق غاية ولكن العيب كل العيب في أن تجلس وحيدا منفردا زاهدا في القتال مستسلما وبلا هدف ولا غاية.

واخيرا:

طاردو احلامكم ، هي لكم ، انتم تستحقون ، ثم كونوا بخير .