خطأ ذهَب ضحيّته الكثير

وحديثي هُنا عن : الحَث على السَّعِي ..

قد تَقُول :

وَمَا الخطأ في أن أَحث شخصًا على السَّعِي !!؟.

لَيْس الخطأ في : الحَث على السّعي

بَل الخطأ في : طريقة الحث على السعي !!

وهُو أن تَحث شخصًا وتُحدِّد له المَعايير التي إن وصل لها سيكُون : شخصًا ناجحًا !!

وبدون هذه المعايير لا يُعتبَر ناجحًا أبدًا !!

وهذا غير صحيح..

غير صحيح على الإطلاق !!

(( كُلٌ مُيَسَّر لِمَا خُلِق لَه .. ))

مَن قال هذه العبارة ؟؟

إنَّهُ مُحَمَّد ﷺ ..

كَمَا أنَّه كان يُحِبّ :

لِين أبي بَكر ..

وشِدَّة عُمَر ..

وحَيَاء عُثمَان ..

وجُرأَة الزُّبَيْر ..

وإقْدام خَالِد ..

وتَرَوِّي أبي عُبَيْدَة ..

ودَهَاء عَمْرو ..

وبَسَاطَة أبِي ذَر ..

مَا هذه التناقُضات

كُل شَخص مِنهُم عَكس الآخَر

ومَع هذا :

كُل شَخْص مِنهُم كَان لَه مَجدُه ونَجَاحه الخاص ..

لَيْس هذا فقط !!

فعلى مستوى الآراء

عِندما اخْتَلَف أبو بَكر وعُمر بالرَّأي في مَسألة

كان يُشَبِّه أبو بَكر بِلِينِه

بِعيسى بن مَريَم عليه السَّلام ولِينه

وكان يُشبِّه عُمَر بشِدَّتِه

بمُوسى عليه السَّلام وشِدَّتِه ..

لَم يَقُل :

أبو بَكر مُصِيب وأنت مُخطئ ياعُمر !!

ولَم يَقُل :

اِعمَلُو برأي أبو بَكر واجتنبُوا رأي عُمَر !!

لِأن الأمر كَان شُورى

وإن كان الأمر شُورَى، تُصبِح الطُّرُق المُوصِلة إلى الحق عَدِيدة ويكُون علَيْنا اِختيار أنسَبها ..

ولَيْسَ طريقًا واحِدًا فقط والباقي خطأ !!

وبِالعَوْدة إلى معايِير الشخصيّة الناجحة ..

سَأذكُر أنَّه لَدَي قناعة أن كُل إنسان قادر على اِكتساب بَعض الصِّفات ..

ربّما سَتقُول :

إذًا لماذا كُل هذا إن كُنت مُقتنع بهذا الشيء !!؟

سَأُجِيبك :

نَعَم، تستطيع إتقان شيء لا يُناسِب قُدراتك ..

ولكن مَع كثير مِن المُعاناة ..

لِأنّه هُناك فرق بَيْن أن تَعمَل عَمَل :

(أنت مُيَسَّر لَه)

وأن تَعمَل عَمَل :

(أنت تُعانِي لِإتقَانه)

والمُعاناة تَأتِي من صُعُوبته علَيْك

الصُّعوبَة هِي العُسر ..

العُسر الَّذي هُو عَكس اليُسر ..

كَمَا أن هُناك فَرق كبير بَيْن :

أن تُتقِن شَيْء ..

وأن تُحِب شَيْء ..

أخِيرًا :

إن أقنعك هذا الحديث

فتذكَّر أن الهَدَف مِنه لَيْس أن تندم على مافَعَلته لِنفسك وتُأنِّب نَفسك،

أو أن تشعُر بأنَّك ضحِيَّة لِتعامُل الآخَرِين الخاطِئ معك !!

الهَدَف هُو أن تبدأ بداية جديدة مع نفسك، وتتصالح معها ..

وإن كُنت تَعلم ما خُلِقت مُيَسَّرًا لَه، فَاسْعَى لَه ..

وإن كُنت لا تَعلَم بَعد، فتأكّد أنّه مَوجود في أعماقك

وإن أَحسَنت البَحث والتفتيش

يُصبِح اِكتشافه مَسْأَلة وَقت لا أكثَر ..

وصَدِّقنِي سَتَجِده ..

فلَك رَب، وَعَد بِأنّهُ لا يُضِيع أَجر المُحسِنِين ..