من السنن المهجور صلاة ركعتين في المسجد إذا قدم من سفر

من السنن المهجورة التي لا يعلمها إلا القليل ولا يعمل بها إلا القليل أيضاً صلاة ركعتين لمن قدم من سفر في المسجد فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر صلى ركعتين في المسجد ثم جلس للناس وممن كان يفعل ذلك من المعاصرين شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى فقد كان إذا قدم من سفر بحث عن مسجد مفتوح صلى فيه ركعتين وهذا من شدة تحريه لتطبيق السنة ، وهكذا ينبغي للمسلم أن يتحرى أداء السنة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن ينشر ذلك بين الناس ليقتدي به الآخرون فيكون قدوة حسنة لغيره .

فعن كعب بن مالك رضي الله عنه ، قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ، فركع فيه ركعتين ، ثم جلس للناس " .

أخرجاه في الصحيحين .

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد- قال مسعر أراه قال ضحى - فقال : " صل ركعتين ، وكان لي عليه دين فقضاني وزادني " .

أخرجاه في الصحيحين .

وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن : رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل من حجته دخل المدينة فأناخ على باب مسجده ثم دخله فركع فيه ركعتين ثم انصرف إلى بيته. قال نافع : فكان ابن عمر كذلك يصنع .

أخرجه الإمام أحمد وأبو داود وقال الألباني : حسن صحيح .

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد 3/575 :

" ومنها: أن السُّنَّة للقادم من السفر أن يدخل البلَد على وضوء، وأن يبدأ ببيت الله قبل بيته، فيُصَلِّى فيه ركعتين، ثم يجلس للمسلِّمين عليه، ثم ينصرفُ إلى أهله " .

وقال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين 4/626:

" أما الحديث الثاني : فهو إذا قدم الإنسان من السفر فليبدأ قبل كل شيء بالمسجد قبل أن يدخل على أهله يبدأ بالمسجد ويصلى فيه ركعتين لأن النبي صلى الله عليه وسلم سن ذلك لأمته في قوله وفعله فكان صلى الله عليه وسلم إذا قدم أول ما يبدأ به هو المسجد يصلي فيه ركعتين ولما جاءه جابر رضي الله عنه ليأخذ ثمن جمله الذي باعه عليه قال له أدخلت المسجد وصليت قال لا قال ادخل المسجد وصل ركعتين وهذه السنة قد غفل عنها كثير من الناس إما جهلا بذلك وإما تهاونا ولكن ينبغي للإنسان أن يحيي هذه السنة وإذا وصل إلى البلد فليكن أول ما يبدأ به أن يدخل إلى المسجد ويصلي ركعتين ثم بعد ذلك يذهب إلى أهله والله الموفق " .

وبناءً على ما تقدم فينبغي للمسلم أن يحرص على تطبيق هذه السنة المهجورة التي يغفل عنها الكثير من الناس لحث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وأمره بها ، والله تعالى أعلم .

حرره / ناصر ابن أحمد السوهاجي

10/2/ 1433 هـ