أفضل عبارة لوصف معنى الفلسفة هي "التفكير في التفكير" بمعنى أننا نسأل سؤالا ثم نجيب عليه ثم نتسائل عن أمر آخر من هذه الإجابة نفسها ثم نجيب عليها من جديد وهكذا دواليك وينبغي أن يكون هذا التساؤل جديد وفريد من نوعه وغير مبتذل أو يكون عن أمر معروف ولكن الإجابة هي إضافة لشيئ جديد ومكمل أكثر له فمن هنا نستطيع القول أن التفكر بعمق في محاولة لكشف ومعرفة حقائق الأمور هو ميزة جيدة إن أجدنا استخدامها كأن نحاول معرفة معاني الكلمات بل حتى معاني معاني تلك المعاني ويمكننا المواصلة إلى حيث ما نريد ويمكننا تكوين محيط من المعاني المتقاربة لكلمة محددة لتصبح معرفتنا للكلمة أكثر شمولا ونستمر على هذا المنوال إلى أن نصل إلى أمر فريد من نوعه يستفاد منه ويرتفع مستوى إلمامنا به أكثر والأحرى أن نجعل هذه الأفكار تتراكم فوق بعضها البعض دون توقف مكونة أفكار أخرى نستند عليها إن أردنا وضع بصمة مميزة في كلامنا وتفسيراتنا للأمور ويفضل أن ننتهج في أفكارنا وتساؤلاتنا غرابة الأمور اللتي لم ينتهجها الآخرين من قبل حتى نصنع إبداع جديد لم يصنعه الآخرين ولا بأس إن كنا متحيرين في أمر ما ونواصل تفكرنا فيه ونخلق حلول وأجوبة جديدة حتى نصل للحقيقة المنشودة وإن مارسنا هذا السلوك مطولا قد ينتابنا إحساس مختلف عن البقية فلا داعي للقلق لو دعتنا أنفسنا لسلوك خاص بنا مُكَوِنَةً في ذهننا عالمنا الذي يتداخل فيه شيئ من الوحشة في الإستمرار في هذا الطريق الغير مألوف بل علينا كسر حاجز الخوف ولا نتردد ونستمر حينها سندرك ما نصبو إليه وستدخل في قلوبنا الطمأنينة وسيصبح عالمنا الفكري محاطا بالمعرفة ومتهيئا لقبول المزيد من هذه المعارف فنحن الآن أصبحنا أشخاص واعين مدركين لنضع آثارنا وطابعنا الخاص ونتميز به عن الآخرين وكلما استرسلنا في زيادة المعلومات أصبحت موهبتنا تحيط بنا أكثر ونحن في حالة من سكون النفس لذلك فالنقرأ ونتفكر ونتعمق ونتسائل ونستنتج خصوصا أننا في عصر التقنيات الحديثة والبحث عن ما نريد الحصول عليه أصبح أمر أسهل بكثير وقد قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ع: " إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ وَ مِفْتَاحُهُ الْمَسْأَلَةُ " .

وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين