اتى الليل يحمل بين طياته الهموم
قلت له بالله عليك لا تطل
ونادي على الصبح ياتي قبل اﻷوان
فظلامك يحرك في النفس اهات كالجبال
بكى الليل وقال لما الكل يزدريني
و انا من كنت مرقدا وشفاء لتعب النهار
قلت له يا ليل لا تحزن فانت حقا
كما قلت في النفس لك شان وانت الراحة بعد الكلل
لكن ياليل التعب ليس هو فقط تعب الاجسام
فبقدومك تهتز القلوب شوقا
ويصبح الام الفراق اكثر عمقا
اجاب الليل محتارا فهل انت لك في الحب نصيب
قلت ياليل لا تسال فسؤالك هدا
يدمي القلوب ويزيد العلل
اقسم الليل بظلامه ان اجيب والا اطال المكوث
انا ياليل من فقد الحبيب
ومن داق العلل من المصاب الجلل
سكت الليل هنيهة و اجاب
احكي فلربما ستجد في ظلامي نورا يضيء الفؤاد
ويشفيك من الام السؤال
حياتي ياليل توقفت ومابقي الا جسد بلا روح
تائه بين عجلات الزمان وتقلبات الاحوال
هي حبيبتي سبب دائي وشقائي
هي من اقسمت ان تصنع معي الحاضر والمستقبل
لكن غدر المرض اصابها
وبدا السرطان يجتث جسمها النحيف
قاومت بصبر لكن في النهاية انطفئت شمعت الامل
كانت في الحب وفية وفي القول صادقة
وفي الصبر نبراسا وفي حسن الظن مثالا
احببتها حتى اصبح الحب يعجز عن وصفي مشاعري
حبنا كان اقوى من حب عنتر لعبلة وقيس لليلى
حبنا وحي من الخيال وطلاسم عجز عن فكها العباقرة والنجامون
تحت ضوء القناديل كان يمر ليلنا
وتحت جنح الظلام كان يكثر عناقنا
اما صباحنا فكان يوما جديدا يفوح برائحة الامل
تمنيت لو فارقت الحياة قبلها
تمنيت لو ان الداء اجتثني وكان لعمر الحبيبة الطول
جثى الليل على ركبتيه شفقة و انحنى يقبلني
ويكفكف دموعي و يبشرني بقدوم الصباح