أَبكي وأفرحُ مُطيعًا لها عفيفةً عَلى مِثلها تَبكي القلوبُ الجَوامِدُ
النسوةُ كلهنَّ أدنى مرتبة منها ويحسدني عليها الأقارب والأباعِد
لها بَهْجةٌ تُفْرِحَ النُفوسَ كَما تُفْرِحَ حُزْنَ العليل ألحانٌ رنانةُ
وتغرَقُ في الأَلطافِ حَتّى كَأَنَّها حبيبةٌ مُشفِقَةٌ أوحبيبةٌ متعاهِدَةُ
وجمالُها الخلابُ يُدِلُّ على حُسْنِها جَميلةٌ شَهَدت لها الحَسْنوات شهادةُ
لَحَسْرَتي لَئِن عَزَّ عَليَّ فِراقَها إذا طَالها مكروه غاشمٌ قاصِدُ
ظريفةٌ لطيفةٌ جميلةٌ في تعاملها لخدمة أهْلَها و بيتها رقيقةٌ خفيفةُ
بَلَغت رسالةُ حُبٍ وكَمالٍ غَمَرَت بَيْتَها والعُيونُ تَدورُ حوَلَها حواسِد
تَبيتُ مسرورةً لم تَتَوانا فرحةً لِخِدمَةِ بَيْتَها وَ العُيونُ نَوائِمُ
وحُبَّها بَلغَ رِسالَةَ مَشَاعِري وَيَشهَدُ لَها بِالحُبِ عِندي فُؤادي
كَأَنَّ حُزْنًا لَم يَكُن لي مُساعِداً إِذا غابَت عَنّي كَلِماتها في الشَّدائِدِ
كَأَنَّ فَرحةً لَم تَطِب لي بِقُربِهِا أَصابَتها نَظراةِ العيونِ وَ الحواسِد
كَأَنَّ فَرحةً لم تَدُم ساعة ولم ينْساها قلبي من السَّاعدةِ بُرْهةٌ
كَأَنَّ فَرحةً وَاِستَقَرَّت بِهِا النَوى بِحَيثُ اِستَقَرَّ النازِحُ المُتَباعِدُ
بِحَيثُ تذَكَّرْها حَبيبٍ مُرْهفٍ وَأَعرَضَ عِنه الحواسِدُ العَوائِدُ
فَباتَ فُؤادي دون فَرْحَةً سِوى حُزْنٍ فيه الثرى و الدَّمْعُ
إِذا ذَكَروا عِندي حُبًّا و فَناؤُهُ بَكَيتُ كَما يَبكي مِنَ الحزنِ فاقِدٌ
بَلَيتَ وَ ما يَبلى حَديثها عِندَني وَغِابتَ وَطَيفٌ مِن خَيالِها شاهِدُ
فَإلّا الموتُ أو أَقْبَلُ الحُزْنَ على حَبًّ طريفٍ مُرْهَفٍ غادر َولا يعد
سَأبقى على ذِكْراها نائمٌ عائشُ وستكونُ اللَيالي وَالمَنايا رَواصِدُ
فَإِنَّ الَّذي أَضاع حُبًا إِلى البِلى عَلى كُلِّ نَفسٍ بِالمَنِيَّةِ عائِدُ
فخالد عبد اللطيف
-
خالد عبد اللطيفالأخلاق والتواضع من أسمى ما يوصف به الإنسان