اعتقد أن مشاكلنا نحن النساء سوف تنتهي إذا توقفنا عن مطالبتنا بمساواتنا بالرجال، وكيف نحن نعيش في مجتمع ذكوري لا يقدر المرأة بل يبحث دوما عن ما يصمها بالعار وعدم الاحترام عندما تجرأ أن تقدم على فعل من شيم الرجال، كالجلوس على المقاهي، ورفع صوتها في الطرقات.
أنا حقا من أشد المؤيدين لحقوق المرأة، بل إني دائما على خلاف مع من حوالي بسبب ضرورة توحيد النظرة للمرأة والرجل على حد سواء لأي فعل مشين يأتي به أحد الطرفين، ولكن هل تستطيعي أن تنكري عزيزتي أن سبب هذا الموروث وتعاقبه من جيل إلى جيل هى امرأة، فهذا الرجل الذي يحمل أفكار عدوانية أو حتى غير عادلة ضد الجنس الآخر وراءه امرأة، كم امرأة رضخت لاعتداء زوجها عليها تحت مسمى الغضب والعصبية، كم امرأة اتهمت غيرها بعدم الفضيلة لارتدائها زي يختلف عن ثقافتها، كم امرأة في مجتمعنا أقسى أمانيها الاستظلال برجل حتى وإن كانت تحيا معه أسوء أيام حياتها، كم امرأة على استعداد أن ترمي بنفسها داخل أي مشروع زواج هى تدرك تماما أنه سيفشل عاجلا غير آجل، كم بيت حكم عليه بالخراب بسبب امرأة آخرى عشيقة كانت أو حتى تدخلات من حموات الزوجين.
لقد خلق عالم مواقع التواصل الاجتماعي عالما مثاليا تعيشه كل فتاة وتحلم به في ظل صور أسعد زوجين، وماذا قدم هذا الرجل لفتاته، وكيف عرض هذا العاشق زواجه على محبوبته، وأحاديث وقصص مطولة عن قائمة من الصفات التي يجب أن لا تتنازلي عنها في شريك حياتك، فيجب أن ينظر لكي تلك النظرة، ويغازلك بتلك الطريقة، ويشاركك اهتماماتك كمشاركة جورج كلوني لزوجته في كل قضاياها، وتكون النتيجة جيل غير واعي لحقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة، يسعى لالتقاط أكبر قدر من الصور لنشرها على حساباته المختلفة حتى يعرف الجميع كم من السعادة التي يحيها وكم من الأماكن التي قاموا بزيارتها، كم من الهدايا التي حصلت عليها.
عزيزتي أنت لست رجل بل أنت أقوى وأشجع وأجمل وأذكى، أنت من تمنحي الحياة، أنت معطاءة بلا مقابل، احبي نفسك كما هي وقاومي تلك الأفكار البالية لآخر نفسك، واخلقي انت جيل جديد محب لنفسه وللحياة.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم