( عتاب من كتاب )
داهمتني .. عتْمَة ُ الدَيْجورْ
بِأنْ ودَّعَ الشمعُ .. جسدهُ المقهورْ
و كنتُ على وشَكِ المرورْ
إلى بيانِ الكُنْهِ و المستورْ
مِنْ آخر صفحةٍ لكتابٍ مسطورْ
جمعتُ دفتيهِ بأدبٍ وَقورْ
و وضعتُه عن يميني لِغَدٍ منظورْ
وصلَ الصباحُ متأخرّاً .. عليْه فتورْ
فتلمّستُ جليسي .. ذلكَ المذكورْ
فلمْ أجدْ لهُ .. أثراً من مأثورْ
نوافذي و أبوابي .. مُغلّقةً بمَوْفورْ
فكيف فقدتُ عقْديَ المنثورْ ؟
حارَ أمري .. و استعصى فكري
و الظنّ ُأحياناً .. بالمرْء يسْتشري
أتراهُ جليسي .. فتنهُ لسانيَ الموْتورْ ؟
فاختفى كَرْهاً .. لأمرٍ مَصْدورْ
أمْ تُراهُ لِسِرٍّ .. فيه جارٌ و مجرورْ ؟
فأطْبقَ عليه الظلامُ ختْماً بمنْشورْ
و فجأةً .. !!
الْتفتّ ُأرْضاً .. فصُعقْتُ كالمذعورْ
مُذابُ الشّمْعِ .. عليه خطابٌ محفورْ
حروفُ طلاسمٍ .. عاتَبَتْني بنُفورْ :
لمْ تراعي أدبَ النّحو أيّها المغْرورْ !!
إذْ جعلتَ الفاعلَ مفعولاً غيرَ منصورْ
طلقتكَ بالثلاثْ ، فأنا اليومَ عنكَ محْظورْ .
بقلم : تاج نور الدين .
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...