تبدأ الانتخابات الاميريكية يوم الثلاثاء معركتها المنتظرة في اختيار من سيُمثّل الحزبين الديمقراطي و الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. يسّمي هذا اليوم بيوم الثلاثاء الكبير؛ هذا لأن اثنا عشر ولاية و اقليم ساموا سيدلون باصواتهم في يومٍ واحد. و تعتبر هذه الانتخابات هي انتخابات اوليّة لمعرفة من هو مرشّح كل حزب و من سيقاتل علي منصب الرئيس الاميريكي الرابع و الاربعين.
فمن سيكون الرئيس القادم؟
و من سيُكمِل رحلة الولايات المتّحدة في الوصول لاهدافها الغير مشروعة؟
و من سيكون الكاذب الاكبر؟
إن اهداف الولايات المتحدة الاميريكية، حتي و إن اختلف الرؤساء، لا تتغير. نشاهد صراعاً و تحدّياً و سباباً بين المرشّحين، و نشاهد منافسة ليست بالشريفة و اتهامات بين كل الاطراف، و لكن في نهاية المطاف، هو نهجٌ واحد يتّبعهُ اي رئيس اميريكي و لكن بطُرُق مختلفة. ما نشاهده في شاشات التلفاز هو اكذوبةٌ كبريَ. اكذوبةُ السلام، و اكذوبة الشفافية و اكذوبة الحريّات، من الاكاذيب المنتشرة و المتكررة.
كل رئيسٍ يأتي يريدُ اول شئ ان يحافظُ علي سلامة الكيان الصهيوني. يأتونَ علينا بمحاضراتٍ عن السلام و انهاء الحرب الدائمة بينهم و بين الشعب الفلسطيني المُحتلّ و لكنها كلمات من زيفٍ. إن الاقتصاد الاميريكي يعتمد و بشكلٍ كبير علي رجال الاعمال اليهود و الذين يدعمون الكيان الصهيوني بالاموال لعدة اسباب اهمها الحفاظ علي وجود هذا الكيان المُغتصب في الاراضي الفلسطينية؛ و منهم رجل الاعمال “مايكل دل” و الذي يتبرع لقوات الدفاع الصهيونية كل حينٍ و آخر. و لعدةِ اسبابٍ آخري، فإن الولايات المتحدة لن تقدرَ علي الاستغناء عن اشقائها اليهود و هي تُعتَبَر لهم الحارس الشخصيّ.
ينهالوا علين ايضاًا بابتساماتهم الصفراء و لمعان عيونهم الكاذب و يقولون انهم في حربٍ مع الارهاب و ليس الاسلام و أنهم يحترمون الاسلام و المسلمين في جميع انحاء العالم. هذا فقط امام الشاشات، و لكن في الغُرَف المغلقة، يُدبّرونَ و يخططون لتدمير المجتمع الاسلامي و تفريقه، كما فعلوا في العراق، و افغانستان و ليبيا و تدخلهم في شئون جميع الدول العربية، و سكوتهم المستمر علي اهانة المسجد الاقصي من قِبَل جنود الاحتلال. فنصفُ وجهٍ يعترف بالاسلام و يُقدّره، و النصف الآخر يَعملُ علي تدميره. تدخّلوا في العراق بحجةِ وجود اسلحة دمار شامل، و تدخلوا في افغانستان بحجةِ الارهاب و هُم من صنعوا الارهاب، و تدخلوا في ليبيا بحجةِ انقاذها من القذافي رحمه الله، و نجحوا في تدمير هذه البلاد.
في الاول من فبراير، زار الرئيس الاميريكي باراك اوباما مسجداً في مدينة بالتيمور. لا اعلم ما السبب وراء هذه الزيارة المتأخرة و التي اتت في نهاية ولايتهِ كرئيس، و لكنّي اعلمُ ان قدوم اوباما الي المسجد ليس فقط لنصرة حرية الدين الاسلامي او لوقف الاعتداءات المتكررة علي المسلمين، و لكن هناكَ نيةً خفية؛ فليس هناكَ رئيساً صادقاً ابدا، فدائماً هناك جزءاً لا تراه داخل عقليةُ اي شخصٍ يتولّي منصباً سياسياً. فلا تدعوا حديثهم العسليّ اللبقْ ان يُسحركم و يلهيكم عن اهدافهم الحقيقية.
وعدَ باراك اوباما الشعب الاميريكي باغلاق سجن جوانتنامو و الذي تُدار فيه يومياً سلسلة من التعذيب و التحقيق و انتهاك مباشر لحقوق الانسان في كوبا و ليس علي الاراضي الاميريكية لأنهم يؤمنون بحقوق الانسان (كذبةٌ آخري). فالانسان في قاموس الولايات المتحدة هو الانسان الاميريكي الابيض و الذي يتكلم الانجيليزية الاميريكية و غير ذلك فهو شئٌ آخر كالجماد، فلا اريد تشبهته بالحيوان لأن للحيوانات حقوق في المجتمع الاميريكي. فقد ظل اوباما يوعدُ باغلاقه من بداية توليه منصب الرئيس حتي الآن و لا شئ يحدث. حتي و إن اغلقه، فهو فقط سيغلق مكاناً و ليس فكرةً، لأنه سوف يقوم بنقل السجناء الي سجنٍ آخر باسمٍ مختلف و لكن بنفسِ الاساليب.
هذا هو المنهج الاميريكي و الذي سيتّبعهُ الرئيس القادم، كان ديمقراطياً او جمهورياً؛ فلا فرق بينهم في تنفيذ المخطط. ففي شهر نوفمبر القادم، سيتحدد من هو هذا الشخص الذي سيكتب عهداً جديدا من الاكاذيب، و الذي سينوّم العالم في احلامٍ و يوقظه علي قتال و حروب. فلا تصدقوا كلمةً واحدةً من فمهِ و لا تنخدعوا عندما يقول لكم بكل حبٍ “انا هنا في هذا المنصب لخدمتكم” لا تصدقوه، فهو الكاذب الاكبر.