الكاذب الاكبر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الكاذب الاكبر

  نشر في 29 فبراير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

تبدأ الانتخابات الاميريكية يوم الثلاثاء معركتها المنتظرة في اختيار من سيُمثّل الحزبين الديمقراطي و الجمهوري في الانتخابات الرئاسية. يسّمي هذا اليوم بيوم الثلاثاء الكبير؛ هذا لأن اثنا عشر ولاية و اقليم ساموا سيدلون باصواتهم في يومٍ واحد. و تعتبر هذه الانتخابات هي انتخابات اوليّة لمعرفة من هو مرشّح كل حزب و من سيقاتل علي منصب الرئيس الاميريكي الرابع و الاربعين.

فمن سيكون الرئيس القادم؟

و من سيُكمِل رحلة الولايات المتّحدة في الوصول لاهدافها الغير مشروعة؟

و من سيكون الكاذب الاكبر؟

إن اهداف الولايات المتحدة الاميريكية، حتي و إن اختلف الرؤساء، لا تتغير. نشاهد صراعاً و تحدّياً و سباباً بين المرشّحين، و نشاهد منافسة ليست بالشريفة و اتهامات بين كل الاطراف، و لكن في نهاية المطاف، هو نهجٌ واحد يتّبعهُ اي رئيس اميريكي و لكن بطُرُق مختلفة. ما نشاهده في شاشات التلفاز هو اكذوبةٌ كبريَ. اكذوبةُ السلام، و اكذوبة الشفافية و اكذوبة الحريّات، من الاكاذيب المنتشرة و المتكررة.

كل رئيسٍ يأتي يريدُ اول شئ ان يحافظُ علي سلامة الكيان الصهيوني. يأتونَ علينا بمحاضراتٍ عن السلام و انهاء الحرب الدائمة بينهم و بين الشعب الفلسطيني المُحتلّ و لكنها كلمات من زيفٍ. إن الاقتصاد الاميريكي يعتمد و بشكلٍ كبير علي رجال الاعمال اليهود و الذين يدعمون الكيان الصهيوني بالاموال لعدة اسباب اهمها الحفاظ علي وجود هذا الكيان المُغتصب في الاراضي الفلسطينية؛ و منهم رجل الاعمال “مايكل دل” و الذي يتبرع لقوات الدفاع الصهيونية كل حينٍ و آخر. و لعدةِ اسبابٍ آخري، فإن الولايات المتحدة لن تقدرَ علي الاستغناء عن اشقائها اليهود و هي تُعتَبَر لهم الحارس الشخصيّ.

ينهالوا علين ايضاًا بابتساماتهم الصفراء و لمعان عيونهم الكاذب و يقولون انهم في حربٍ مع الارهاب و ليس الاسلام و أنهم يحترمون الاسلام و المسلمين في جميع انحاء العالم. هذا فقط امام الشاشات، و لكن في الغُرَف المغلقة، يُدبّرونَ و يخططون لتدمير المجتمع الاسلامي و تفريقه، كما فعلوا في العراق، و افغانستان و ليبيا و تدخلهم في شئون جميع الدول العربية، و سكوتهم المستمر علي اهانة المسجد الاقصي من قِبَل جنود الاحتلال. فنصفُ وجهٍ يعترف بالاسلام و يُقدّره، و النصف الآخر يَعملُ علي تدميره. تدخّلوا في العراق بحجةِ وجود اسلحة دمار شامل، و تدخلوا في افغانستان بحجةِ الارهاب و هُم من صنعوا الارهاب، و تدخلوا في ليبيا بحجةِ انقاذها من القذافي رحمه الله، و نجحوا في تدمير هذه البلاد.

في الاول من فبراير، زار الرئيس الاميريكي باراك اوباما مسجداً في مدينة بالتيمور. لا اعلم ما السبب وراء هذه الزيارة المتأخرة و التي اتت في نهاية ولايتهِ كرئيس، و لكنّي اعلمُ ان قدوم اوباما الي المسجد ليس فقط لنصرة حرية الدين الاسلامي او لوقف الاعتداءات المتكررة علي المسلمين، و لكن هناكَ نيةً خفية؛ فليس هناكَ رئيساً صادقاً ابدا، فدائماً هناك جزءاً لا تراه داخل عقليةُ اي شخصٍ يتولّي منصباً سياسياً. فلا تدعوا حديثهم العسليّ اللبقْ ان يُسحركم و يلهيكم عن اهدافهم الحقيقية.

وعدَ باراك اوباما الشعب الاميريكي باغلاق سجن جوانتنامو و الذي تُدار فيه يومياً سلسلة من التعذيب و التحقيق و انتهاك مباشر لحقوق الانسان في كوبا و ليس علي الاراضي الاميريكية لأنهم يؤمنون بحقوق الانسان (كذبةٌ آخري). فالانسان في قاموس الولايات المتحدة هو الانسان الاميريكي الابيض و الذي يتكلم الانجيليزية الاميريكية و غير ذلك فهو شئٌ آخر كالجماد، فلا اريد تشبهته بالحيوان لأن للحيوانات حقوق في المجتمع الاميريكي. فقد ظل اوباما يوعدُ باغلاقه من بداية توليه منصب الرئيس حتي الآن و لا شئ يحدث. حتي و إن اغلقه، فهو فقط سيغلق مكاناً و ليس فكرةً، لأنه سوف يقوم بنقل السجناء الي سجنٍ آخر باسمٍ مختلف و لكن بنفسِ الاساليب.

هذا هو المنهج الاميريكي و الذي سيتّبعهُ الرئيس القادم، كان ديمقراطياً او جمهورياً؛ فلا فرق بينهم في تنفيذ المخطط. ففي شهر نوفمبر القادم، سيتحدد من هو هذا الشخص الذي سيكتب عهداً جديدا من الاكاذيب، و الذي سينوّم العالم في احلامٍ و يوقظه علي قتال و حروب. فلا تصدقوا كلمةً واحدةً من فمهِ و لا تنخدعوا عندما يقول لكم بكل حبٍ “انا هنا في هذا المنصب لخدمتكم” لا تصدقوه، فهو الكاذب الاكبر.  



   نشر في 29 فبراير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا