حديثنا ليس له قيمة وليس له ماهية و لن ينفعك لأنك ستموت .. اقول ذلك ليس لأننى متشائم ولكن هذه الحقيقة فأنت هالك لا محالة !! فلا تتوقع من حديثى قيمة لأن لا يوجد شئ له قيمة او ماهية .. اذا كنت عاقلاً ستسمع و اذا كنت عاقلاً ستفهم و اذا كنت ذكياً لن تعطى قيمة لشئ بعد الأن ....
قال لى هذا الكلام صديقى (العدمى) او بمعنى اخر ( اخذ فلسفة العدمية كفلسفة عامة فى حياته ) .
ثم اكمل كلامه قائلاً :لماذا تعيش ؟ لماذا حياتك ؟ لماذا تُعانى ؟ ...
ثم قاطعته : لماذا لماذا ؟؟... توقف يا هذا .. و إشرح لى وجهة نظرك بدون ان تعبث فى افكارى ...
بهذه الفلسفة يا صديقى الهالك .. نعرف حقيقة الحياة بعيداً عن النظرة المثالية والنظرة الواقعية السطحية .. أنت لست متشائماً بمجرد ان تكون عدمى انت فقط وجدت معنى الحياة الحقيقى ان الحياة لا قيمة لها بما فيها .
أنت ولدت لتعانى .. أنت ولدت لتشقى .. أنت ولدت فى كَبد ... أنت ولدت لتموت .
أنت كل نفايات العالم القذرة ... انت مجرد شئ ليس له قيمة .. للأسف تأخذ فقط و تتخيل أنك تعطى .
العدم هو الوجود الخالد ...العدمية ليست هي الايمان بلا شيء..
العدمية هي التشكك مصحوب بزيادة الوعي.. وهي بالاحري ادراك عدم وجود..
اللاشئ هو مرجعك الاصلى الذى لا قيمة له ولا ماهية له ..
ثم قاطعت صديقى مرة اخرى وقلت له : و ما الفائدة منها اصلا ؟
قال لى : لا فائدة .. الفائدة فى حد ذاتها عديمة القيمة .. انت ادركت معنى الحياة التى ليس لها قيمة .. لا تهتم بالناس و لا بالحياة ولا بأى شئ لأنهم عديموا القيمة ولأنهم سيموتون لذلك انت تمشى وحيداً فى طريق انت تعرف نهايته .. و تعيش يومك كأنه اخر يوم فى حياتك .. ترى الموت دائماً وليس لأنك متشائم ولكن لأنك واقعى .. وللأسف ايضا الواقعية عديمة القيمة ...
من المستحيل ان تكون مفيداً فى عالم محكوم عليه بالقدر .. جميع جهودنا كمجتمع عبثية ولا تغير شيئاً .. نحن لا شئ
لا تحاول ان تعطى الحياة معنى .. فالأنسان فى جميع مراحل حياته يحاول ان يعطى لحياته معنى ولكن للأسف محاولته تبوء بالفشل و يدرك بعد كل هذا ان الحياة بلا معنى ..
ثم قاطعته قائلاً : جعلتنى اشعر بالتشائم !
ثم قال : لا تشعر بالتشائم ... لا تشعر بأى شئ فالمشاعر لا قيمة لها
أنت هالك و أنا هالك و جميعنا هالكون .. فقط لا تعطى قيمة لأى شئ ولا حتى لحياتك