دراسة فلسفية في شعار قادمون يابغداد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دراسة فلسفية في شعار قادمون يابغداد

  نشر في 25 أكتوبر 2015 .

قادمون يا بغداد من أكثر الشعارات انتشاراً ومن أكثرها أثارة للجدل, بعيداً عن تفاصيل الجدل الذي أثاره الشعار ومازال يثيره, سواء من قبل الشيعة أو السنة فيما بينهم المؤيدين للشعار أو المعارضين له والسخاطين عليه, نحاول في هذا المقالة أن نراجع تعريف "الشعار" وصحته وهل حقاً قادمون يا بغداد ومن القادم؟

هذا الشعار بالرغم من شيوعه والحجم الكبير الذي تفاعل معه الا انه شعار مغلوط ويحمل مضامين  خاطئة بشكل كبير, كعادة أي شعار رائج في العالم العربي, في البداية على سبيل المفارقة أن من روج لهذا الشعار هم "الحزب الإسلامي" و "حزب البعثي العربي" حيث البعثية هم من رفع هذا الشعار وأتخذوه هدفهم ومشروعهم وطني المزعوم!, أما "الحزب الإسلامي" فكانوا أول من روج له في "الأعتصامات" في أحدى صلوات الجمع بالتحديد يوم الدعوة للصلاة الموحدة في "الأعظمية" لغرض التصعيد مع الحكومة انذاك على لسان "سعيد الافي", ومنها بدأ يأخذ "الشعار" بالأنتشار والرسوخ في الإذهان. فضلاً عن ترسبات فكرية وأعتقادات سياسية خاطئة, أذ يعتقد الكثير ويفكر كأننا في ثورة طبقية كادحة مع سادة أقطاعين, أو محاربة حاكم دكتاتوري؛ فيتم التحرير عن طريق "انقلاب" أو "ثورة شيوعية" تتم السيطرة على العاصمة وعندها تخضع المدن والمحافظات الأخرى وتنجح الثورة ونخرج في ساحة التحرير نرقص فرحاً بالأنتصار, في الحقيقة هكذا طرح وقول في غاية السطحية والتقليدية لايصلح أن يكون رواية درامية, يا ليت الرفاق يفهمون!

سعيد اللافي الناطق بأسم الاعتصامات الذي اذاع بيان قادمون يا بغداد

لأننا على يقين تام نحن في صراع عقائدي وجودي, فأن المناداة بهكذا شعار هو من الساذجة لأن الصراع عقائدي وجودي سني-شيعي ليس صراع حاكم طاغي وشعب ومظلوم كما وضحنا, فضلاً عن عدم صحة الشعار وحجم مغالطاته فأنه يكون ساري المفعول وناجح في حالة من رفع الشعار يعمل على تحقيقه وليس العكس اذ خيرهم -حملة الشعار- في اربيل وعمان, اذ الحزب الاسلامي هؤلاء اوغاد كاذبون نعلم يقيناً أنهم سبب داء وليس حلاً للمشكلة, أما لسادة الرفاق "البعثية" هم كعادتهم مجرد كلام وخطب رنانه, بالمحصلة اليوم حملة الشعار سواء بعثية أو اسبنجية بعيدون جداً عن تحقيقه وأنسحبوا منه علانية أن لم نقل خانواً.

واقعياً أصبح البديل لحمل في الشعار هو تنظيم "الدولة الإسلامية" وهنا يكون من الجهل بالاعتقاد والقول بأن تنظيم الدولة هدفه تحرير "بغداد| اذ كما معلوم التنظيم يسير وفق "استراتيجية" مضمونها بناء وحكم, حيث يقوم بالسيطرة على المدينة "س" ويثبت وجوده فيها, ثم تمدد الى المدينة الأخرى حسب الاولويات واهداف التنظيم, فهو يعمل وفق مبداً( حرر, سيطر, أحكم) بكل بساطة, ويضاف الى هذا بأن "تنظيم الدولة" يعتبر كل من العراق وسوريا أرض واحدة وعليه يقوم بأدارة البلدين وينفذ عملياته وفق "استراتيجية" موحدة تجمع البلدين.

لذا فأن شعار "قادمون يا بغداد" لايعتدى عن كونه عبارات حماسية في مظاهرة أو دعاية ثورية في الفيسبوك, فعلاً أتعجب من الذين يقولون للناس أقتربت السيطرة على بغداد كدليل خلاص من هذا الواقع المأسوي, في الحقيقة السيطرة على بغداد بداية عهد جديد ومسيرة قد تكون أشد!

وختاماً شعار (قادمون يا بغداد) اليوم لا أساس له واقعياً أو منطقياً, لأن من جاء به أنسحب عنه كما وضحنا, وبديلهم وقعياً تنظيم "الدولة الاسلامية" هدفهم ليس بغداد أنما السيطرة على المناطق ثم حكمها وبالتدرج يكون التمدد حسب مصالحهم وليس مصالحنا بكل تأكيد, أذ ان المفهوم العقدي والأيدلوجي للتنظيم هدفه يتمثل في السيطرة على ألأرض وتحكيم شرع الله فيها, وهذا ما يظهر لنا في أصدارات التنظيم الإعلامية وفي تتبع سياستهم وقراءة أيدلوجيتهم.



  • العم حمادي
    العم حمادي كاتب ساخر ومحلل سياسي جاد, أكتب في الواقع السني العراقي وهمومه, من ليس معني بالشأن السني العراقي لايفهم ماذا أكتب, والمصاب بداء الانتماء لايسعد بما أكتب.
   نشر في 25 أكتوبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا