أمي منارتي..
هيام فؤاد ضمرة..
كأنَّ رَحيلها كانَ بالأمسِ
وكأنَّ ملاكَها أبداً
ما عَبَرَ مواقِعَ الرَمسِ
ووَجهَها البلوريّ
تراءَى مُضيئاً يَفرِشُ أنوارَهُ
يُنافِسُ انبجاسَ شُعاعاتِ فجْرٍ
كنهارٍ استيقظَ لتوِهِ
يُلقي وِشاحَ نورِهِ على أكتافِ حَدسي
أقسِمُ أني أراها تختالُ فخاراً
في حياةٍ اختارَتها لؤلؤُ عِقدِها
امرأةٌ لا تُشبِهُ أحداً
درةٌ تَتَشَوقُ ضوءَ الشمسِ
لتَنبَعِث عبيراً مِن خيوطِ سِحرٍ
يُعَطِّرُ قوْلنا وخَطوَنا
ولهفةُ ساعِدينا
لعناقٍ يَرُومُ جمعَ أنماطٍ
تُثيرُ بأذيالِها مَنطُوقَ حسي
كعود تشَبثَ باخضِرَارِهِ
فكانَ للأفنانِ تاجٌ مَعقودُ الوَهْجِ
وأنا الإبنُ الذي انتشى بِراً
جامعاُ لها دمي بخمسي
وقلبُها الذي تمدَدَ كوناً
اتسَعَ لكلِّ الدُنيا
فكنتُ أسرَحُ بأكنانِهِ
كطيرٍ يَرقُصُ بلا تَوَجُسِ
يَشفُّ ضحكتها وجهٌ بلوريٌّ
تتبَعُ نَظراتِها خَطوِنا بكلِّ الحِرْصِ
لفتتها شعاعٌ دُريّ الغمس
وأنتِ أمي وأبي وكلُّ عِزوتي
تتعَرشين على المَسؤوليات
تَغزلينَ الليالي بصبرٍ وأناةٍ
لتَعبُري كلّ الجسورِ والأنفاق
بكاهلٍ ما شكا للحِملِ مُرتَجَسِ
تتنفسينَ لزمنٍ كوْكَبيٌّ
مؤجَج النهايات
تغدو مناراتها كقيثارة
تُغني لنبضِ التجلي
في كلِّ مُنبَجسِ
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية