أَعِيشُ مُهْمَلًا فِي الْحَيَاة
لَا نَهْرٌ وَلَا مَطَر
وَمَاءُ الْبَحْرِ عِنْدِي
بِالرَّمْلِ قَدْ اخْتَلَطَ وَتعكّر
وَالْيَأْسُ بِقِنَاعِ الْأَمَلِ تَخْفّى
وَالْحُزْنُ بِرِدَاءِ الْفَرَحِ تَنَكّر
مَالِي لَا أَبْرَحُ مَكَانِي
فَفِي كُلِّ مَرَّةٍ أَخْطُو فِيهَا ... أَتَعَثَّر
صَبَاحِي أَعِيشُهُ دُونَ انْتِبَاهٍ لِإِشْرَاقَةِ الشَّمْس
دُونَ الخُبزِِ وَالشَّايِ وَالسُّكَّر
وَعَقْلِي قَدْ أَثْقَلَهُ الْغُبَار
لَا عِلْمٌ يَشْغَلُهُ وَلَا شَيْءٌ يُذْكَر
وَفِرَاشِي مَازَالَ بَارِدًا
يَحْوِي الصَّقِيعَ وَالْوَحْدَةَ وَالْأَمَلَ الْأَعْسَر
أُصَارِعُ الظَّلَامَ بِشَمْعَةٍ
مِنْ الرِّيحِ وَهجُهَا قَدْ اخْتَفَى وَتَبَعْثر
وَالْأَيَّامُ تَعُدُّ عَلَيْنَا عَدَدًا
مِنْ تَشَابُهِهَا تَحْسَبُها شَرِيطًا مُصَوَّرًا
كُلَّ يَوْمٍ يُعَادُ مِنْ أَوَّلِهِ وَيَتَكَرَّر
أَمَّا فَكَمْ قَدْ بَلَغتُ مِنَ الْعُمْرِ
فَإِنَّ لِي قَلْبٌ قَدْ هَرِمَ
وَمَظْهَرٌ يُشْبِهُ مَظْهَرُ شُبَّانِ الْمُعَسْكَر
أَنَا إِنْسَانٌ ...
قَدْ بِعْتُ ابْتِسَامَتِي فِي غُرْبَتِي
لِرَجُلٍ غَرِيبٍ أَخْذَهَا مِنّي ثُمَّ تَشَكّر
وَاشْتريتُ لِأَحْلَامِي سُلَّماً
مِنْ ثِقْلِهَا ... ضَعُفَ السُّلَّمُ وَتَكَسَّر
-
غزوان فرحان نواياشاعر || مؤلف || كاتب || قارئ || أخصائي صحة نفسية والعلاج النفسي
التعليقات
ذكرتني خاطرتك هذه بكلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش``
....بالتوفيق .
كلمات جميلة باسلوبها رغم ما فيها من يأس واحباط.
تحيتي لك ولقلمك أخي غزوان.