اليوم العالمي للغة العربية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اليوم العالمي للغة العربية

التمكين للغة العربية يبدأ في البيت قبل المدرسة ...

  نشر في 18 ديسمبر 2017 .

لقد تبوأت اللغة العربية مقعداً سامياً بين لغات العالم، و ذلك لما لها من خصائص و مميزات جمالية تفوقت بها على أقرانها من سائر اللغات الأخرى...قد تأتي علينا أوقات تذكرنا بأمور نكون أحيانا قد غفلنا عنها، أو لم نكن نولي لها الأهمية التي تستحقها، و أنا أقصد هنا لغتنا العربية التي لم نعط لها قيمتها الحقيقية في تعاملاتنا، سواء في بيوتنا، أو مع أطفالنا، أو في مدارسنا و في محيطنا ككل، إلى أن نستيقظ مفزوعين مفجوعين على قرارات مصيرية تعبث بهويتنا و لغتنا و تاريخنا كمسلمين.

إن من واجبنا أن نمكن للغة العربية، فهي اللغة الأصيلة، لغة القرآن الكريم، لغة البلاغة و البيان، فمن الضروري تعليمها بطريقة سليمة، مما يجعل هذا الجيل يعتز بها و يفتخر، و يحافظ عليها و يعض عليها بالنواجد، و من الضروري العمل على تمكينها من تجاوز ما يعترضها من صعوبات....

و بطبيعة الحال قد تكون المسؤولية الأولى و الأخيرة ملقاة على عاتق الأم في تلقينها لأطفالها، و السير معهم خطوة خطوة، و الاحتفاء بها يوما بيوم في البيت، و ذلك بتعليم أبجديتها لأطفالها، و مساعدتهم على اكتشاف ثرائها و تذوق جمالها، مع كل حرف من حروفها الغناء، لأن الأم هي الأستاذة الأولى التي يتعلم الطفل من شفتيها أول حروف الهجاء، فإما أن يحب لغته و يحترمها، و إما أن يحتقرها و لا يعطي لها اهتماما البتة.

لا بد أن تضع الأم نصب عينيها أنها مثلما تمشي مع ابنها خطوة خطوة في تربيته، في أكله، في نومه، عليها أن تكون كذلك في طريقة تعليمه لغة الضاد.

من المؤسف جدا ما نراه اليوم، من أمهات كُثريات، و هن يحاولن أن يجعلن من أولادهن كما يزعمون أكثر تحضرا مع عالمهم، فتراهن يلقنونهم لغات أجنبية، فيجعلن لغة الضاد هي أحقر لغة في مخيلتهم...و كأن هذه الأم تجهل أن اللغة العربية التي يتحدث بها الملايين من الأشخاص، هي اللغة التي نزل بها القرآن، و هي أغنى لغة من حيث المفردات، و التنوع بفنون اللفظ، و هي لغة المعاني و لغة الإعراب، التي تعبر عن كل شيء، و أنها اللغة الأكثر قدرة على مسايرة التطور العلمي و التكنولوجي، فلا بد للأسرة و للأم بالأخص، أن تكون يقظة و أن تضع نصب عينيها أهمية دورها في الحفاظ على هذه اللغة الحية الجميلة، و ذلك بحرصها على أن تكون هي لغة التحاور في البيت لا سواها، و بجعل أولادها يجتهدون في تعلمها في المدرسة و الجامعة...فلو صدقت جهودنا في البيت و في المدرسة و المؤسسة في خدمة العربية و التمكين لها، لما وجدنا من بين أظهرنا اليوم، من يرميها بالضعف، و يدعوا إلى استبدالها بغيرها.

إن سعادتنا تكمن في الانجازات التي نحققها لهذه اللغة، بحيث تغدو هي الأداة الأهم، للتفكير، و التعبير، و التسيير لا عندنا فحسب، بل في كل بلاد الله، فهي ليست أقل شأنا من الإنجليزية، و هي أسمى من الفرنسية بكثير...

و كلمة أخيرة لكل متألم و غيور على هذه اللغة: يعضوا عليها بالنواجذ، و اجعلوا من اللغة العربية، لغة البيت و الشارع، و اللغة الأساسية في المناهج التربوية، كبارا و صغارا، لاشك أن هناك من العامة أو من المتعلمين الحائزين على شهادات جامعية، يظنون أن إدراك ذلك بعيد المنال، أو أنهم لا يستطيعون و لا أولادهم الوصول إلى التحدث بها بطلاقة، فإن صدقت النوايا، و صحت العزائم، فإن ذلك ميسور، و ما هو بالمطلب العسير، و لا هو بالبعيد المنال أو المستحيل، فالمقبل على تعلمها سواء لنفسه أو لتمكين أولاده أو جيل بأكمله، من التمرس باستخدامها في تعاملاته اليومية يمكنه إذا صحت نيته، و بذل الجهد المطلوب، أن يحقق مبتغاه، و يقطف في النهاية ثمرة سعيه و إصراره، بل و يمكنه أن يجعل الأجيال تتوارثها، و يحرر بذلك نفسه و ولده و بني وطنه، و يكسر قيد التبعية للأجنبي، فيفوز بثواب الدنيا و الآخرة...


  • 3

  • أمال السائحي
    لقد صدق من قال "ان القلم أمانة" لنحيي به الفضائل، ونميت به الرذائل، ونغرس مبادئ الحق، والخير، والجمال...
   نشر في 18 ديسمبر 2017 .

التعليقات

creator writer منذ 6 سنة
بمناسبة اليوم العالمي للغة للعربية ، تستفزني بعض الإعلانات المليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية ، تستفزني بحق حتى أنّي أرغب برمي جهاز التحكم بعيدا ،

لا شأن لي بجودة المنتج لكنّي حقا أشعر بالغضب لكثرة الإعلانات المستفزة والتي لا تحترم اللغة العربية وتستخف بالمتابع العربي هو أمر مستفز ، ولا يدّل إلّا على جهل المسؤولين باللغة العربية .

https://youtu.be/bh4g4mkGfnQ
1
أمال السائحي
شكرا لك اختي
عمرو يسري منذ 6 سنة
مقال رائع , للأسف أحزن كثيراً عندما أجد أم تنهر أبناءها بسبب نطقهم لكلمة عربية و تطلب منهم أن يقولوها بلغة أخرى سواء إنجليزية أو فرنسية و كأن العربية عار .
و هنا يأتي دور محبي اللغة العربية في نشرها بين الناس بأسلوب شيّق و سلس حتى يحببوا الناس فيها .
بالتوفيق و في إنتظار مقالاتك القادمة .
2
أمال السائحي
شكرا لك أستاذ يسري، اقول لك لا تحزن، لأنهن يعشن بمنطق الواقع الذي يقول نحن نواكب العصر، فعيب كبير ان يتحدث ابناءنا باللغة الأم لغة الضاد، تجد نفسها تستحي من زميلتها او من جارتها لأنها تحس بالدونية وهذا واقع استاذ..فإذن فكرة الدونية هي منبع هاته الأم المربية وللأسف، فاذن لا ننتظر شيئا، حتى يشفى المريض من مرضه..وبانتظار جديدك كذلك ...
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
ان اللغة العربية اغنى لغة ،وقد شاهدت فيديوهات للاستاذة سهير السكري ،تتكلم عن اهمية تعلم اللغة العربية تحديدا في تنمية قدرات الطفل العقلية والذكاء لغناها بالكلمات ،واهمية استخدام الفصحى لاثراء معارف الطفل ،وهي مجموعة نصائح مهمة جدا جدا ،لما تحمله من فائدة كبيرة ،وقد حوربت اللغة العربية ،اثناء الاستعمار لانها اساس العلم ،ويجب ان نعلم اطفالنا ان يتعلموا اللغات الاجنبية وان يعتزوا بلغتهم العربية لغة القرآن ،مقال رائع والكلمة على الصورة معبرة جدا ،دام قلمك سيدتي.
1
أمال السائحي
شكرا لك اختي الكريمة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا