سنرد الصفعة صفعتين في صفقة القرن - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سنرد الصفعة صفعتين في صفقة القرن

سميرة بيطام

  نشر في 30 يناير 2020 .

     ننام و نستيقظ على صفعات تجعلنا حيارى و سكارى و لكن لم نكن بسكارى ، ننام و نستيقظ على شروحات لخطة تمدر أمة و ليست تدمر دولة فقط ، فنفكر فيما ان كنا سنعود للنوم كخلاص و مفر من هذا التقدم السريع و الدقيق للخطط ، أم سنفضل متابعة آخر التطورات و المستجدات فيما آلت اليه الأمور ، و ماذا بعد ان تكون لدينا كافة المستجدات ، ماذا سنفعل و ماذا سنغير؟ و هل سنقدر على التغيير أصلا ؟ ، النوم أحيانا في الصدمة الأولى يصرع الجن و الانس معا ان هما حاولا افتكاك حق مشروع على أرض فلسطين المغصوب منذ زمن غابر .

اعلان الرئيس الأمريكي للخطة الجديدة لصفعة القرن كانت مدروسة بدقة متناهية و رصد الخريطة المشروعة لها بالنسبة لإعلانه لها عبر القنوات العالمية برمتها هي صفعة للعرب كان وقعها قويا و مؤثرا ، و ما يفسد قواعد اللعبة في مثل هكذا خروقات دولية هو لعب الصبيان الذي يفضله بعض حكام العرب أن يلعبوه كي يدفعوا عنهم السؤال الحتمي و الوحيد : أين كنت يوم قرروا عن خطة الصفعة ؟ ، و البعض الآخر من العرب هم حاضرون مع ترامب و الرئيس الإسرائيلي للاحتفال بنهاية الاعداد لمشروع صفعة القرن العظيمة ، و جل العرب غارقون في قضاياهم الداخلية التي خربت البنية التحية لدولهم ، فمن سيسعف من ، و هل للجريح قدرة على الاسعاف أصلا و جرح بلده ينزف ؟..الأوضاع الآن ليست مهيأة للنصرة ، و لكن سيستعيد العالم العربي بريقه .

تمنيت لو سكت الساسة في تنديدهم ، حينما يقول بعضهم أن المشروع هو تطبيق لاتفاق بلفور المشؤوم و البعض الآخر يحذر من القرارات الفردية لإسرائيل ، فيما سينفع يا ترى هذا الكلام و الطبخة طبخت و ترامب يدعوكم لمأدبة عشاء لتذوقها ؟..لبوا الدعوة أو اسكتوا و لا تنددوا من خلف خرائطكم الهشة  خوفا من زلزال القدر.

عروس أنت يا قدس في عيني و ثاقبة النظر أنت يا شمس الأصيل حينما تميلين على أرض الأنبياء ، جميلة جدا أنت يا رمال ابداعي و أنت تتدحرجين أميالا بكل تمرد على مسخرة تلتها مسفرة ختمتها ضحكة على من لم يكن لهم قلب و لا ليوم واحد و لا لأجل قضية و لا لتقرير مصير ، لا تسكني يا رمالي في حركاتك و أنت بعد لم تتثبتي جيدا في نصب تذكارك على مدخل الأقصى البهي ، سافري خداعا مع رياح التغريب ان هي هبت و لكن لا تلمسي صومعة من أبكتنا ليال و شهور و أعواما و نحن نتوق لصلاة واحدة فيه و لو أن الرئيس الأمريكي يغازل جرأتنا للصلاة بنوع من السخرية و الخطة ختمت فواصيلها و نقاطها و مياهها و جدرانها نصبت على أرض الواقع ، فهل من معارض ؟، لا يسعني وصف المقام الذي نحن فيه اليوم كمسلمين الا بتذكر اعلان الرئيس مهاتير عن انشاء تحالف إسلامي لم يحضر فيه عربي و الذي كان بمثابة دليل آخر على تخلينا عن القيم و كأننا لا نسكن على هذه الأرض و أن ما يحصل فيها لا يهمنا ، و في انطلاق التغريدات المنددة لقرار الرئيسي الأمريكي فيها ذر لحبات السكر على طبخته ، فهو لن يقرأ أي تغريدة و لن يتأثر بما يقولونه عنه لأنه ماض في مشروعه ، فنحن كعرب بالدرجة الأولى في نظر ترامب لا نمت بصلة للأرض المقدسة و نحن كمسلمين بالنسبة له خارجون عن القانون حينما لم نعترف بأحقية اسرائيل في أرضها منذ 1948 او قبل ذلك ، هو يوبخ العالم الإسلامي على استهتاره في إقرار مشروع إسرائيل في حقه في دولة يهودية ، فما نحن فاعلون أمام توبيخه ؟.

في مثل هكذا موقف فيه الكثير من السخرية للعالم الإسلامي أقول :

لابد من صفعة أقوى من صفعة القرن تزلزل كيان أمريكا و إسرائيل و لكل من تخاذل معهما ، لأن التنديد و التغريد و كلام الثرثرة لن يزيد الواقع الا سخرية ، فشدوا الوثاق و اربطوا الأحزمة و استعدوا ليوم نهائي يفصل فيه مصير القدس عاصمة أبدية لفلسطين و صموا الآذان عن سماع التنديدات و الكلام الفراغ لأنه أحسن طريقة للتركيز في خطة معركة الفصل النهائي لحفظ مقدساتنا من العبث و الطيش و اللهو على أراضيها المقدسة ..لا حزن عليك يا قدسي فقدر الله آت لا محالة ..سيأتي الرد بصفعتين في الوقت المناسب باذن الله تعالى...فان كان الحجر سينطق ليساعدنا على مكانك يا يهودي ، فلا خوف على مقدساتنا ، لأننا نعرف جيدا أن اليهودي يخاف و يرتعد من صوت الحق يوم الحق ..لا دواء للصفعة الا صفعة مماثلة أو أقوى منها ليتربى كل من سخر منا في مقدساتنا أو يريد الاستمرار في السخرية .


  • 3

   نشر في 30 يناير 2020 .

التعليقات

Aalia منذ 4 سنة
عارٌ علينا وعلى تاريخنا أن لم نرد لهم الصفعة على الجميع امة الاسلامية ان تتحالف ؛ اليد واحده لا تصفق ....لكن كما هو واضح أنها لا تريد ان تكون عدوةٌ لترامب لذلك لا نرا اي تحركات ؛؛؛ الا اذا الاردن رفضت اعطائهم غور الاردن قد تكون انتفاضة هنا ويخل السلام ..ومن جانب الاخر فلسطين لان يبدو ان دولة المحتل وترامب يردون اتمام الصفقة برضى او بدون رضى دولة فلسطين هنا قد تكون النكبة الثالثة أو الأخيرة ...والله اعلم .
تحياتي لقلمك.
1
.سميرة بيطام
تحياتي لشخصك الكريم
§§§§ منذ 4 سنة
أحييك على مقالك أستاذة سميرة...
ما يحزنني صدقا هو " من أين لنا أن نصفعهم؟ من أين لمن بتروا يديه و ربطوا رجليه أن يصفع أو يركل و إن كان له الحق؟...لكن في الله الأمل...في الله الأمل.
دام قلمك
1
.سميرة بيطام
في الله امل كما قلت سيد احمد
ثم هو وعد الله قبل ان يكون كلامنا..و سيصدق وعد الله مهما طال الزمن.
شكرا على مروركم الطيب
Dallash
صفعة القرن ليست وليدة اللحظة دكتورة..من سنوات طويلة وهم يخططون لها ..وترامب ليس إلا مجرد بوق لها ...هذه الصفقة بدأت من قبل كامب ديفيد ...ولكننا كأمة تستحق أن يقولوا عنها أمة نائمة ...لكن الأمل اولا واخيرا في الله ..لمن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
§§§§
فعلا.... فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.
تحياتي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا