عصارةُ بوح الأفول
هيام ضمرة..
لا تثرْ بفوضَاكَ كثيرُ هَمي
لا تصفعْ وَجهَ السكون بصرخةِ ألمي
فـتُقيمُ الريحُ عاصفةَ مَيْتَمي
وتملأ بالجراحِ أوراقي وسِنان قلمي
فيسيلُ حِبري غاضِباً، ويَتجَمَدُ دَمي
ويَـتلبسني العويل شاطراً أطراف فمي
فتمزقُ غضبةَ الحروفِ أصابعَ يدي
تُخرجَها خارجَ كَفي لتلقيها نائيةً بالعَدَم
إبعدْ عنْ أرصفتي مراكبُ غضباتك
فلنْ يَعنيني دَوَرانكَ في أرجاءِ مُعتَملي
ولا حتى حين تحتارُ بكَ مراحلُ ارتجاعاتك
فتملي عجاف القول علّ بالقول تعاقرُ الندم
لن ألتفتَ إذا ما الريحُ ألقتكَ قريباً مني
فابقى عَني مُغادراً لجزرِ البعيدِ مقطوعَ الدم
مللتُ زيف ترحالاتك في أفق المتاهات
وهَجْرَكَ صَفحاتي المُحررة مِنْ عِتْقِ المُحال
لأسألَ الريحَ كيف تقتلعُ أظفَارَها حين تنام
وكيف تغفو على موعِدِ الارتطام
والبوحُ ما عادَ يناورُ على التماعِ أنجمي
فخذيني يا نفسي إلى مُعترَكِ صُمودي
علميني كيف أراقبُ مداخلَ حدودي
وكيف أغيِّبُ عنْ غدي نثار بعضي؟
أو بعضُ محتدمٍ عنيدٍ
استقبلُ وقعَ الجوى لروحي مرتوىً
على نطاقِ ما شاءتْ بهِ أقداري، لأعود وتعودي
أو شئتُ لصوتي أنْ يتعلم كيف يكون دَاوياً
وكيف أشقُّ أجواء نفسي بلا نطاقٍ أو قيودٍ
بلا حدٍ يُطاوعُ مُرتهنَ صبرٍ
ولو لآخر نفسٍ..وآخر نبضٍ يجفو له
مُنتهى حِسي وعَصبي وعُودي
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية