ألا تعذليني..؟
..هيام فؤاد ضمرة..
وقد تشفّعتِ إليَّ لأمْسِكَ عنكِ
إقبالاتُ حَنيني
والقلبُ قد أضناهُ عِشقٌ
لستُ عني أجرؤ أن أمنَعَهُ
فكيف إذا غامَرني فيضَ لهفٍ
وزادَني لرؤياكِ حنينٌ جارفٌ
فهل كنتُ أقوى لنفسي أنْ أرجِعُهُ
فأمرُّ على الديارِ ديارُكِ
يُسابقني لهف خَطوي وغوايتي
أمرُّ والعينُ ترقبُ إطلالكِ
عساها عن البعد تتحسَسُ ظلاً
أخالكِ أنتِ مَرجِعُهُ
ونافذتكِ الصَّماءُ بكماء
تطعنُ صوتَ فراغِها بِعَيني
فألعنُ أنَّ للنوافذِ أشرِعَةٌ تُوصِدُهُ
فيَفورُ بالفؤادِ وِداداً مُرتَجى
يَسْتَحضِرُ تَوَجُعاً
حينَ تُخبِرُني نافِذَتُها
بما الأيامَ سوفَ تسطرُهُ
فأرتَجِفُ..
ومعي قلبٌ مادَ رَجفُهُ
وأطوي مع خَيْبَتي أملاً
كنتُ يوماً لشَغَفي أرجُوهُ
وأتمنى مَوْلِدٌ يُزمِعُهُ
وعينايَ ما لعينايَ غبشٌ
تبحثُ بالجُوَارِ
تتلفتُ يُمنة ويُسرة
عسى للنبضِ ناداني مُسعِفهُ
فأظهِرُ تَبَسُمي بَلاهة
فكأننا معاً سنحَقِقُ لِقاءَ عُيُون
تَغترِفُ الصَّمْتَ والجَوَى
فيَنكشِفُ أنَّ للقلبِ غاية تُنصِفُهُ
تُقابلني عُيُونُ المارينَ عني
يَعصِفُ بها تَوَجُسٌ
تتفحَصَني وفي خاطِرِها
لو أنها تَنقضُّ لترَوِّعُهُ
وكأنما عُيُوني تكشِفُ الذي بي
فيتعثرون برسمِكِ داخل خَوَابيهِ
تُوشِكُ أنْ تكتشِفُ مَطلعُهُ
وكأنما تَتَبَدَى هُناك تُهمَتي
وتَسُوقُني مُكبَلَ الأشواقِ
مُصَفَّدُ الحَنايا
سِجني أركانَ نفسي
وخوفي على الحُلمِ يُقَطّعُهُ
قولي عَساكِ لحَدسِي تَعترِفي
بالرفقِ تَرُدّي جَزعاً في تأنيبي
عَساكِ تَعذري لوعة تشتُتِي
وريبٌ يُفجِعُ بي مَضْجَعُهُ
كلما أتي بكِ خيالي
تصَدَّعَ اصطِباري
وتمزَّقَ بشتاتي ثوبُ احتِمالي
فكيف بِرَبكِ عني أنزَعُهُ
أطِلّي وامنحِيني نظرةَ عابرٍ
تمَرُّ عَبابَ البُعدِ لستُ أرُدُها
فلي عِندكِ عَهداً كعَهدِ نبيٍّ
إنْ جادَ عليَّ غَيثهُ
التقطتُ بمَرآكِ فرَجاً
أرومُ طمعاً توَسُعُهُ
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية