منتصف أيار 2023
الليل
23:23
الطقس بارد في الخارج، أنزوي على نفسي بالغرفة المجاورة للشرفة..
أجالس كوبا من الشاي الساخن و أرش فوقه قليلا من القرنفل علني أغير في معادلة المساء شيئا ..
لوحدي أُجالس ذكراك، أستحضر لحظات من ماض ربما لم يعد يعني لك شيئا ..
و لا أدري لماذا أكون دائما المعني باسترجاعكِ كل مرة، بإنجاب نصوص تحاكي رحيلك يا غابرييل.
ألتحف وشاحي القطني أمام لسعات البرد التي كانت تتسلل عبر النافذة، الأمطار بالخارج لا تكف عن التساقط منذ الظهيرة.
و كأنها تودعنا، و اختارت من الوداع ان يكون إستثنائيا، هي نهايات أيار المتقلبة
يصلني إشعار جديد يقاطع كتابتي لهته الرسالة" الفريق المدريدي منهزم في النهائي بأربعة أهداف مقابل لاشيء" أضحك و أبتسم ابتسامة بها نوع من السخرية هههههه، يستحق ذلك حقا .
لم اكن من محبي كرة القدم كثيرا أستمتع من حين لآخر بمشاهدة المباريات كحل مؤقت للفرار من بعض الضغوطات لا غير ولكن خسارة الفريق الملكي تسعدني بطريقة ما..
خسارة كبيرة تشبه كثيرا خسارتي لك.
أذكر أني وعدتك في رسالة أخيرة أني لن أرسل إليك مجددا، و لكنه الحنين و مسافات الشوق التي تفصل بيننا تدفعني دفعا عند عتبات صندوق رسائلك .
أرسلت لك بذلك المساء متسائلا عن كل ذلك الشرخ الكبير و جبال الصمت و الغياب التي وضعتها بيننا .
أذكر أنكِ قلتِ لي بعد أشهر من الفراق: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله لحد الان انا بخير، واتمناك بخير وصحة وعافية..
تسالني عن هذا الصمت الطويل..
ليس صمتا ولا غيابا..إسمه اثنين إختلفت نواياهما فافترقا، ففيمَ سنتكلم؟!
أقول لكَ شيئا:
انا اشكر سؤالك عن احوالي ولكني اريد ان انسى، لقد آلمتني فعلا .
وأي ظهور لك سيتعبني فقط والله..
كيف يحدث أن يصبح حضورنا مصدر ألم و حزن للبعض، ماذا عن غيابنا ؟
و هل دائما نقصد ما نقوله ؟
هل حقا سئمت من وجودي ضمن فواصل أيامها.
لم أكن قادرا على النسيان حتى أنسى، أي وصفة يمكنها أن تشفيني من دائي بك يا غابرييل..
أنت لا تعلمين شيئا عن قطار الأيام في غيابك، لم تجربي شعور أن يمر عليك قطار و لا تموتين، يضل نزيف الذكرى و الحنين يتسرب مني ببطء، و يواصل الغياب اللعين سحقي كل يوم تحت سككه الحادة.
أنا اليوم جثة بلا ملامح، لا أنتظر رسالة أو مكالمة من أحد، أضع هاتفي بوضع الطائرة و أقلل من حدة الضوء، و كأني أحلم كل يوم أن أحلق إليك..
رغم أني أفعل دائما دون حاجتي للطائرة، أفكر بك طوال الوقت .
عطرك، صوتك، حضورك، سطوتك، كلها تفاصيل لا تنفك عن تذكيري بك.
أصحو كل صباح بوجه غير وجهي و شعور بالحسرة و الفراغ الداخلي يغمرني، مثل من خسر كل شيء،
خسرتك أنت.
يقول محمود درويش ( في حضرة الغياب )
" لا أتذكر قلبي إلا إذا شقه الحب نصفين أو جفَّ من عطشِ الحب، ليتنا استطعنا أن نحبّ أقل كي لا نتألم أكثر .."
ليتنا ...
آرثر
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي