حكاية التياع لفراق
*****************
هيام فؤاد ضمرة
****************
جمعنا مجلساً بعد غياب سنين
سألتها..
وما كانت للسؤال تعاند أو تلين
باغتها سؤالي..
وما كانت تدري بالذي انتاب حالي
وما تمخض عنه ما يمور ببالي
في مثل هذا الزمان..
وشبيه هذا المكان..
حين كنا في سويعاتنا مجتمعين
كنا على قربٍ بالأملِ نشبك أيدينا
ونجرى في مراح الحنين ضاحكين
تفرد الشمس ملامحها سعيدة
تسابقنا أرجلنا فكأننا لها السابقين
ما كان بوسع الريح تجري بأثرنا
وما كنا ننصاع لها لاحقين
تفتح لنا السماء كوة فرح
تطل على ملاعبنا دون أدنى تقنين
ما كنا ندري أن نقش هذا التقارب
المحفور بأفئدتنا وملامح ذكرياتنا
سوف تمحوه أفاعيل العابرين
أوا تذكرين يا صديقتي تلك المرايا؟
التي حدثتنا عن مواسم الحصادين
عن قلوب محبين بانتشائهم مأسورين
أوا تذكرين أياما كنا بأكفنا نملكها؟
كانت تحسبنا ناصريها الأكرمين
*******
فليلى ما عبثتْ بقلبِ قيس
لكنه على حُبِّها نُعِت بالجنون
فكان ضربهُ من المسحورين
وعلى حِسِّها جال الصحاري
وكتب على الرمال قصائد الأنين
والجبال تسمعت لصوت أناته
تبكيه مرارا وهو يعاني احتضاره
فيبكيه قلبه وتبكيه أحداق الناظرين
******
ماذا عن تلك الآثار أوا تذكرين؟
ماذا لو كسرنا اليوم حواجز العمر
واستعدنا أرجلا لعبث الراكضين؟
ماذا تقولين لذكرى نادتنا لتجمعنا؟
ولهذا اللقاء.. بماذا أنت تنصحين؟
وبهذا التشدق ورعونة غرائبيته..
بأيِّ نُصحٍ سوف تتصدرين؟
*******
وأنا معطوبة ذاكرتي منذ ذاك الحين
أقلبها وافتح منطواها علّي أرصدها
فأتعثَّر بمن قلبي كان لها من الصادقين
قولي بالذي ترتئين أو بما أنت توقنين
اليوم نحن هنا ولسنا ندري بأمر القادم
وبأي أدواتها ستلوعنا أو تنكبنا السنين
كعادة تلك الخبايا تأتينا بغير ما نأمل
أو تنكس أعلامنا على قارعة المنكوبين
فهل تراك للفراق ثانية ستلجئين؟
وهل تراك ما زلت للغياب تستأثرين؟
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية