الدليل المفيد في فهم المستهلك المصري الرشيد
كيف تعمل أساليب التسويق المعاصره مع المستهلك المصري
نشر في 08 يونيو 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لعل اصعب ما يواجه اي أقتصادي متمرس في العالم هو محاوله فهم سلوك المستهلكين في منطقة بعينها , ولا يعد ذلك صعباً على الاقتصاديين فحسب بل و يتعدى ذلك إلى محللي الأعمال و اختصاصي التسويق , حيث يبذل الكثير من اي من الطوائف المذكورة الساعات الطويله في البحث و التحليل لعلهم ينفذون إلى ثغرة تعد للأول أكتشاف مذهل تضعه في مصاف فلاسفه المجال و للثاني وسيله تربح مضمونه تضمن تفوقه على منافسيه بالمؤسسات الأخرى.
و للمستهلك المصري خواص فريده لا ينافسه فيها الا القليل من شواذ القواعد في البلدان الأخرى , حيث يدفع ذلك العديد من كبريات الشركات العالميه لخسارة الكثير من الأموال عند ولوجها للسوق المحلي المصري نظراً لجهالتهم بطبيعه المستهلك المحلي , فللمستهلك المحلي طبيعة لا يضاهيها اي نموذج للرشد قد ذكر في اي من المراجع سواء الأكاديمية او المهنيه و هو ما يجعله منفرداً في صفاته و بحاجة إلى معالجات خاصة عند التعامل معه
دعونا ننحي جانباً خاصيه المستهلك الرشيد بأغلبيه جوانبها, و تعالوا سويا نحاول معاً في جولة مكتوبة نعيد فيها تعريف المستهلك المصري كما يلي
• اذا كنت تظن ان المستهلك الرشيد هو الذي يقيم السلعة على اساس جودتها و سعرها معاً في نموذج واحد فللأسف انت لا تفهم المستهلك المحلي بتاتاً , اذا وجدت من يرتضي ان يدفع ثمناً قليلا في سلعه جيده بدون ان يشك في محتواها و جدواها و صلاحيتها و ما شابه ذلك , و لذلك , فأن أغلبيه الشركات في مصر تعتمد نموذج ال Price skimming لأن المستهلك المحلي لن يرتضي ان يبتاع سلعته بثمن بخس , فهذا يقلل من نشوة العملية الشرائية لديه و يشعره بأنه لم يحقق درجه الاشباع المرجوة من المنتج , و حتى التاجر , فهو لا يتوانى عن بيع السلعة الأردأ بثمن أعلى كما ذكر لي احد البائعين المتمرسين , فهو يضع السعر الاعلى للمنتج الأردأ و يبرر ذلك بجدوى التخلص منه سريعاً , ثم يعيد العملية مرة اخرى مع المنتج الجيد برفع سعره بدعوة انتهاء مخزون الأغلى مدعماً ذلك بندرة المنتج , لذلك , فالقاعدة لها العديد من الشواذ اللاتي لا يمكن حصرها او وضعها في نطاق موضوعي لأتاحة قاعدة قياسية للمستهلك.
• المستهلك المصري لا يثق في العلامة التجاريه الا بعد فترة طويله , ثم عندما يصل الى مرحلة الثقة يكون الوكيل قد مل الارباح المتوازنة فيبدأ في استيراد النسخ الرديئه من المنتج ولا مانع من قليل من النسخ المقلدة المطابقة للأصليه , و حينئذ تنتهي سمعه هذه العلامة في البلاد لتحل محلها علامة اخرى اخذه نفس منحنى التعلم و النموذج بلا اي تعديل يذكر و كأن شيئاً لم يكن من قبل, المستهلك المصري ذو ذاكره سمكيه لا تعينه على اكتشاف الدورة السوقيه للأسف , مما يمثل فرصة جيده للشركات لأبتزازه بشتى الطرق.
• هل اعجبك المنتج , هل انت على استعداد للمشاركة في تطويره , لا , و ألف لا , هذا هو المستهلك المحلي , انه لا يرغب الا في الاستهلاك وليس الا , و اذا شابت تجربته بعضاً من الشوائب هلل و ملأ المكان ضجيجاً لوقوعه فريسة النصب , و هذا المستهلك هو نموذج مثالي لأي شركة تنوي الخداع , فالمستهلكين نفسهم لا يصدقون بعضهم البعض , لذلك , ففكرة ال Brand attack لا تجد صداها في السوق المحلي الا لدى بعضا من راغبي الشهرة على وسائل التواصل , مستهلك رخيص بلغه المصنعين و البائعين, و هذا لا يمنع ايضا من مسايرة اغلبيه المستهلكين للقطيع عندما تقع بعض المخالفات من احد الشركات أو حتى عندما يندرج تحت بند الشائعات المغرضة من المنافسين, لذلك , فإن نجاح تلك الحملات لا يعتمد على جوده أو رداءة المنتجات و لا يعتمد على راشدية المستهلك بل يعتمد بالأساس على المقدره على احتواء العميل عن طريق خدمات ما بعد البيع , لذلك لا تتعجب اذا كنت مضطراً لرفع قيمه منتجاتك للأنفاق على خدمات ما بعد البيع , لا تقلق فستستعيض ذلك عبر رفع سعرك مره اخرى و بدون اي اعتراض من المستهلك .
• المستهلك المصري لا يضع نصب عينيه فائديه و جدوى المنتج بالنسبه له , هو فقط يراقب من حوله و يقلدهم , لذلك لا تتوانى ولو للحظة عن توفير منتجك بأغرائات كبيرة لمحبي الظهور و الأيقونات التي يتبعها الأخرون , و حينها فقط , حاول ان تلبي كل طلبات الشراء التي ستنهال عليك من كل حدب و صوب .
و بعد كل ما سبق ذكره , أظنكم قد عرفتم الأن كبائعين كيف تروجون سلعكم , و كيف عرفتم كمستهلكون محليون كيف تراكم الشركات الكبرى و كيف تبيع لكم , هنيئاً لكم جميعاً معرفه الحقيقه , فهل ستتغير تلك الصوره في القريب ؟؟
المقال مأخوذ بموافقه على الن
-
محمد عبده عتمانمتخصص في المحاسبه و التمويل , يعمل لدى دار فاينانس كمقدم للحلول الماليه للمشروعات الصغيرة و المتوسطة , محاضر معتمد للتمويل و الأنظمة المحاسبيه