( مناظرة بين شاعر و فيلسوف )
نشر في 23 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
مناظرة ساخنة بين شاعر و فيلسوف
الشاعر :
أتيْتكَ صاحبي ، بالقوافي مُتنبِّيَا بحرْفٍ ترصّد برجكَ بوزنٍ مُتأنيَا
إن كنتَ تريد منّي تحدّياً و تجنِّيَا أسمعتكَ وعْياً دقّ عليكَ مُتغنّيَا
الفيلسوف بدأتَها سهاماً ، و كنتَ المتعدّيَا بشعْرٍ لمْ أكنْ فيه سلفاً مُتلقّيَا
تهيمُ واداً ،و لا تطفو إلاّ مُتخفيَا تتيهُ بحْراً ، فيرميكَ موجٌ مُتردِّيَا
الشاعر :
كفاكَ نعْتاً ، فأمركَ قدْ ولّى نسِيّا تسألُ إلحافاً ، تثير ردّاً باتَ نهِيّا
عقولٌ أرْهقتها و كأنّك بها وصيّا وأُخَرٌ أرّقْتَها ، و لا تزالُ بها لهِيّّا
الفيلسوف :
سؤلي جرأة ٌ ، و الفكرُ يجيبُه رضِيّا والكونُ لي و مثلكَ راح فيه قصِيّا
أصلُ أشيْاءٍ ، تأتيها بالردِّ غبيّا أسرارُ كنْهٍ ، جوابي عليها شفِيّا
الشاعر:
تثير دلساً ، و بنقْعٍ ما كان صفيّاَ تريدُ وثْباً ، تَخيبُ عدّاً، فتهوي جَثِيّا
أنْصافُ ضِدٍّ ، جعلتَها منْطِقاً سويّاًً بياضُ حُجَجٍ فنّدتْها ، فبدوْتَ صبيّا
الفيلسوف :
عبثاً ترقصُ حبْلاً ، فاهجُرْني مَلِيّا عبثاً تُحيكُ قولاً ، قدْ شاخَ عُتِيّا
علْماً حاورتهمْ ، و كان قصدي جليّا عِلماً سبَحْتُ ، فأدركوا ما كان خفِيّا
الشاعر :
براءةُ ذئبٍ ، لقميصٍ تُخيطُهُ عَمِيّاَ فأيّ براءةٍ ، لشِرْكٍ كنتَ له حميّا
نفخْتَ شكوكاً في الحقّ ، تريده عرِيّاَ و أبَيْتَ للطّين روحاً ، أوْ لها وليّاَ
الفيلسوف :
ظنٌّكَ باءَ إثماً ، بعضُه أنتَ فيه صليّا رجْماً تقولُ ، و ما يُدريكَ أنّي تقيّا
يراودني فكْرٌ ، جاء يعانقني رضيّا و يراودكَ جنُّ (عَبْقرْ ) ، فتفرُّ جريّاَ
الشاعر :
ملكْتُ عرجوناً ، تدلّى رُطَباً جَنِيّا و ملكْتَ خبلاً ، تولاّكَ شرّاً بَليّاََ
ملكْتُ ذوْقاً ، منه الرحيقُ مالَ شهِيّا ملكْتَ حنْظلا ً، تجرّعتَهُ كأساً فريّاً
الفيلسوف :
ملكْتَ لساناً ، إذْ لقحْتَهُ مصْلاً صديّاَ أتيْتَ بخيال مسْخٍ ، ففرَّ منكَ نعيّاً
ملكتُهُ صكّاً ، في الكتُبِ يُنْعتُ سميّاَ ملكتُهُ منْهلاً ، فارتوى الكلُّ رويّاَ
بقلم الكاتب و الشاعر تاجموعتي نورالدين .
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...