أزح الستار لترى الأنوار - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أزح الستار لترى الأنوار

  نشر في 22 يوليوز 2017 .

الحياة قصيرة بل اقصر مما نتخيل فهى رحله انت من يحدد مستقرها ، هى حديقة كبيره فلماذا نترك جمال ورودها و نتذمر من اشواكها؟! .اذا كانت  حياتك تمتلئ  بالاشواك فلتنظر الى ما حولها من زهور ، الله لن يأخذ منا كل جميل فلو حرمنا من شئ فانه يعوضنا بخير منه او يترك لنا بجانب الالم احباء افضل من الدواء ولكننا لا نرى غير  الحزن الذى قد يخيم على حياتنا كلها ويجعلنا  لا نرى حلو الحياة إلا بعد فوات الأوان .

الانغلاق على النفس بعد كل مصيبه لن يخرجك منها كما انه لن يعيد الامر كما كان مسبقا فقد حدث ما حدث فهذا اختبار للنفس ليس لتيأس  وتستسلم ولكن لترضى  وتصبر وتكمل حياتك، ما عليك فعله هنا هو الصبر قليلا حتى يزول هذا الالم وانظر من نافذة حياتك على كل ما هو جميل من وجود اهل او احبة او اصحاب فوجود هؤلاء حولك ليس بالأمر الهين وان كان سبب الحزن هو فقدان أحدهم فلا تنزعج كثيرا فقريبا ستنتهى رحلتنا ونكن معهم..

الجزع وعدم الرضا ما هو الا وحش مفترس ينهيك شيئا فشيئا ويغلق عليك ابواب حياتك ويحكم نوافذها ويمنع دخول الضوء ، فدائما يوجد ضوء الامل فلا تتجاهله لا تدرى ماذا سوف يحدث غدا .

طالما قيدنا الحزن عن فعل ما نحب  او عن رؤية من نحب ، لا اقول لا تحزن وإنما لا تدع الحزن يخيم على حياتك كلها فتكره كل ما فيها وتتغاضى عن محاسنها انغماسا فى ظلام هذا الشعور السئ .

يقول اساتذتنا فى علم التنمية البشرية أن الانسان قادر على فعل المعجزات طالما وثق بنفسه وبربه ، كما ان الانسان الذى يشعر بالحزن ربما يبلور هو بنفسه هذا الشعور داخله بتذكر ما تم حدوثه او بالعيش فى ذكريات الماضى وعدم الاختلاط بأمور الحياة اليوميه، فالمكوث فى اماكن منغلقه والانغماس فى التفكير قد يصعب عليك التعافى والخروج من هذه الحاله فبالتالى تظل متعبا ومكتئبا ، والتغلب على امر كهذا ليس شيئا صعبا  بل انت من تستسلم له وتستهين بما قد يفعله بك هذا الحزن ، فمهما عظم الحزن والالم فالله اعظم واكبر والدنيا اقل واصغر ، فعليك  بالتغلب على نفسك قبل التغلب على حزنك فلا تدع لنفسك مجالا لأن تبقى وحيدا منعزلا عن الناس وان كنت لا تريد الاختلاط بهم او لم تستطع التحدث اليهم فلتجبر نفسك على ذلك حتى تعتاد شيئا فشيئا ، اوجد لنفسك عملا جديدا يشغلك عن التفكير او هوايه يضيع فيها وقت فراغك ، وبالطبع هذا كله مع تقربك من الله والدعاء له بأن يعينك ويزيح همك .

بعض الناس يقولون إن كنت تريد التخلص من ذكريات اليمة فى حياتك فلتبتعد عن كل ما يذكرك بها يعنى على سبيل المثال ان كنت تحب شخصا بشدة حبيبا او صديقا  ثم افترقتما فلا تذهب للاماكن التى كنتم تلتقيان فيها ولا تسمع الاغانى التى كنتم تسمعوها ولا تشترى اشياء كنت تشتريها معه ولا تضع من العطر الذى يذكرك به ، ولكن انا اعتقد ان هذه ليست حلول وانما هى هروب من الواقع بل عليك ان تذهب الى هذه الاماكن لمرات عديده ولكن مع اناس اخرين وفى اوقات اخرى وتستمع الى هذه الاغانى كثيرا فى اماكن مختلفه وتذهب لشراء نفس الاشياء لاغراض عديده وتضع من هذا العطر كثيرا ، وهذا ليس تحدى وانما هو تكيف مع الحياة بظروفها الجديدة ، فاذا هربت من الذكريات فكأنك تسير حياتك خائفا من ان تصادف هذه الاشياء التى قد تعيدك الى حالتك القديمة وتزيدك ألما ولكن اذا كررت هذه الامور سوف يختلط على عقلك الامر وحين يأتى ذكر هذه الاشياء سوف يتذكرها عقلك بالذكريات الجديده وهكذا...

الخلاصة: انك قادر على تغيير حالتك النفسية للأفضل او على الاقل تقليص هذا الشعور السئ وانتهائه باكرا فقط عليك المحاوله وعدم الرضوخ ، وعش حياتك كما امرك الله وانعم بكل ما فيها .

 إن قيود العبوس قد كبلت وجهك

وفى نهار الدنيا صمت الحزن اظلمك

ومهما حييت فضوء الصباح لا يدركك

فأنت القوي فلا تستهين بشعور يقتلك

وازح ستار الهم ترى نور الفرج من ربك 


  • 2

  • دعاء عادل
    الكتابة افضل اسلوب للتواصل مع عقول الاخرين
   نشر في 22 يوليوز 2017 .

التعليقات

جميل جداً، أتمنى لك التوفيق دعاء.
0
دعاء عادل
اشكرك شكرا جزيلا...

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا