الفن التّشكيلي والتّراث الفلسطيــني بعيون الفنان إسماعيل شبوط
جماليات المقاومة في تعبيرات أنامل الفن الفلسطيني
نشر في 15 أبريل 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
الفن مرآة الماضي والحاضر ، وتعبير عن وجدان المجتمعات الإنسانية وأحلامها ، ورؤيتها لكيفيات إدارة حياتها، مجسدة في قوالب فنية جميلة ، وهو كذلك توثيق لهذه الحياة بكل تفاصيلها في المأكل والملبس والعادات، و المدن والزراعات، وغيرها.
ولن نستطرد في تفاصيل الفنون التشكيلية في شموليته لمختلف مجالاته بقدر ما سنتكلم عن نوع خاص من الفنون ألا وهو الفن التّشكيلي في المجتمع الفلسطيني، لخصوصيته من منطلق المحافظة على التّراث المغتصب، والمهمش ، في مواجهة حملات التّشويه الممنهج.
أولا : الفن التّشكيلي الفلسطيني.
هو ذاك النّوع من الفنون الفلسطينية الذي يعبر من خلاله الفنان عن أفكاره ومشاعره، حيث يسعى إلى تحويل المواد الأولية إلى أشكال جميلة، كالعمارة، والتصوير، والزخرفة، والنحت، ويتم إدراك هذا النوع من الفنون من خلال حاسة البصر؛ لذلك يسمى بالفن البصري، أو المرئي
ثانيا:أهم مميزات الفن الفلسطيني.
• محاكاته للواقع :
مما لا شك فيه بأنّ الفن الفلسطيني له خصوصية تميزه عن الفن في أي بلد آخر، وتلك الخصوصية تتمحور حول فقدان الوطن والأرض ونكبة الإنسان .
فعلى الرغم من الاحتلال الصهيوني واغتصابه لأرض فلسطين نرى بأن الفن الفلسطيني قد تميز عن غيره بخصوصية التشبث بالأرض والتعبير عن هوية الانتماء لها رغم تنوع البيئات التي يعيش بها الفنان بتنوع بلدان الشتات ومع ذلك فإنّه قد حافظ على انتمائه لتلك الأرض وحافظ على جميع المدلولات التّي تشير بالتّمسك بالهوية من خلال أسلوب الترميز الفني .
وإنّ من المعروف بأنّ الفنان الفلسطيني قد اجتهد في البحث في تلك الرموز ووظفها أجمل توظيف في التّعبير عن فقدان الوطن و كذلك في التّعبير عن النّكبات المتتالية لشعبه وهجرته وكذلك في الصمود والمقاومة و حلم العودة من خلال توظيفه للأساليب والتقنيات المتنوعة و المدارس الفنية المتعددة وأهمها الواقعية التعبيرية
• توظيف الموروث الشعبي :
وهي العادات والتّقاليد و كذلك اللّباس و جميع مناحي الحياة اليومية من زراعة وصناعة و أفراح وأتراح، وقد وظفها الفنان الفلسطيني أجمل توظيف فكانت عماد أعماله الفنية و التي تعددت في أساليبها ومدارسها سواء باستخدام الأدوات التقليدية المعروفة عند عامة أهل القرى والمدن الفلسطينية أو حتى باستخدام الأساليب الفنية الحديثة والتي تعتمد على اللوحة التقليدية المعروفة بتقنياتها وأساليبها الأكاديمية أو المنحوتات والمجسمات الفن.
وسأحاول بسط الضوء على بعض الأعمال الفلسطينية الفنية المعبرة عن مأساة الشّعب الفلسطيني و آلامه ومعاناته في سبيل نيل حريته المغتصبة .
وأخص بالذكر لوحات الفنان إسماعيل شموط
الفنان إسماعيل شموط : هو فنان تشكيلي فلسطيني يعتبر أحد أبرز رواد الفن التّشكيلي الفلسطيني، وأحد شخصياته الهامة يراه البعض مؤسس حركة الفن التشكيلي الفلسطيني، كان من مؤسسي قسم الفنون في منظمة التحرير الفلسطينية كما وشغل منصبي الأمين عام لاتحاد الفنانين التّشكيليين الفلسطيني والأمين عام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب، حاصل على درع الثورة للفنون والآداب وعلى وسام القدس وعلى جائزة فلسطين للفنون وجوائز عربية ودولية عديدة.
1* لوحة تعبر عن تجذر فكرة المقاومة في وجدان الشّعب الفلسطيني بكل أطيافه في رسالة صريحة للمغتصب الصهيوني أنّ لغة الحوار هي الرصاص
.
2* صورة تعبر عن تداعيات الماساة الفلسطينية في فترة الخمسينات، الجوع والحرمان، والتشرد في البلدان ، الأرض قاحلة، المستقبل غامض ؟
3* لوحة جميلة معبرة عن التآزر والتّضامن الذي يجده المرابط من أهله، وتحمل معن ودلالات القهر والظلم .
4* لوحة فنية تعبر عن الصمود في وجه المغتصب المحتل في مواجهذ الرصاص الحي بصدور عارية ، وفي الصورة رجل فلسطيني يحمل العم الفلسطيني وفي يده الأخرى سلاحة المقلاع ، في الصورة حمامة بيضاء .
5* صورة معبرة عن انتفاضة الحجر في مواجهة الدبابة والسلاح
6* المرأة الفلسطينية والمقاومة في تحد للموت مع ابنها وسط الدمار والنّار
7* مسيرة الشعب الفلسطيني في النظال والمقاومة
8* لوحة معبرة عن معاناة الفلسطينيين في مخيمات اللّجوء ، وحجم الحرمان والآلام.
-
محمد يسين لهلاليأستاذالشّرعيات بالمعهد الوطني لتكوين الإطارات الدّينية