ستشرق شمس حياتي من جديد، لا بد أن هذه الفترة هي فقط مؤقتة، أعلم ذلك جيدا، لكني لا أريد أن أدعها تمر هكذا دون الوقوف على كل التفاصيل واستخلاص العبر، نعم الأيام أصبحت تتشابه كثيرا وتفاصيل يومي هي نفسها أعيدها كل يوم، لكن هناك اختلاف في الأحاسيس والحالة النفسية، لكل يوم حالة، طاقة، ولكل يوم مشاعر تغزوه.
فتارة أشعر أنني نشيطة وإيجابية جدا ، أشكر اليوم، الساعة والدقيقة التي أتت بي إلى هنا، فأغوص في التفكير في أحلامي المؤجلة، وكيف ومتى سأقوم بتحقيقها، بل أتخيل نتائجها وأراني أصفق لنفسي بحرارة ،أحضنها، أشكرها وأهمس لها: تستحقين هذا الفرح لطالما صبرتي وها أنت الآن تحصدين!
إن الشخصية القلقة التي أصبحتها لا ترضى بأنصاف الأشياء، وهذا سبب معاناتي ! في عهد سابق كان لا بد لي أن أدرس وأشتغل في آن واحد كلاهما كان مهما آنذاك. لكنني اخترت الشغل وتركت الدراسة لم يكن بإمكاني في ظروفي وفي بلد مثل بلدي أن أبرمج دماغي أني طالبة و في نفس الوقت عاملة بمعدل تسع ساعات في اليوم في مركز اتصالات أضع سماعة وأجيب الزبائن بدون توقف.
فأجلت الحلم، وبتأجيله نسيته ونسيت نفسي معه!!
و انقلبت حياتي, ومنذ ذلك الحين لبستني تلك الشخصية القلقة على الدوام كأنها جني مارد أو روح شريرة لم أجد لها تعويذة شافية لتطردها خارج جسدي وفكري! من وساوسها التي عدت حبيستها أنني لابد أن أقوم بشيئ واحد أعطيه كل اهتمامي ووقتي لأني ببساطة ولا شعوريا أريده مثاليا ، ليس لأني شخص مثالي لا أبدا، بل لكي أضمن النتيجة النهائية دون مفاجآت سيئة ! هو الخوف !!!
خوف زائد وقلق يجعلني حتى وإن كان التوقع السلبي ضعيفا أراه وحشا مسيطرا على أفكاري ،بإختصار هو خليط ، خليط من الخوف الدائم مع حبة من انعدام الثقة في النفس، في الظروف ، وفي الزمن الذي قد ينقلب عليك في غفلة أو كما نقول في رمشة عين!!!
هنا الظروف تغيرت والمكان والزمان مناسبين جدا للانطلاق من جديد ، من الصفر! هنا الصفر لا يخيف أبدا بل يحفز، يضرب لك موعدا مع النجاح لا محالة إن استغليت الفرص جيدا وكان لك خطة ، والخطة لا بد لها من بعض البهارات لتكتمل وتعطيك أجمل ما فيها ، ومن أبرز بهاراتها : الإصرار و العزيمة والتكيف مع ظروف البلد المستقبل.....
-
سناء لعفوأنا سناء من المغرب مقيمة جديدة بكندا ، كتبت مجموعة نصوص عن تجربتي كأم مهاجرة حديثة وأود مشاركتها معكم ☺️ أتمنى أن تشاركوني آرائكم وتعليقاتكم.
التعليقات
المرء تصقله الأحزان و المتاعب يا صديقتي فيتحوّل رويدا إلى كتلة من القوة و اللامبالاة