علي خط التماس بين الأمل واليأس
في مرمى نيران النكسة
نشر في 13 يونيو 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
كُتب هذا الموضوع في 13 يونيو 2017
- الحكومة والبرلمان في لقاء غير شرعي بنهار رمضان لمناقشة تمرير اتفاقية ترسيم الحدود وإقرارها.
- الحكومة أمام البرلمان: "نعم مصر احتلت الجزيرتين بناء على طلب ومباركة المملكة السعودية".
أولاد القحبة لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم، إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم.
- مؤتمر للقوي الوطنية والسياسية للإعلان عن الخطوات التصعيدية إذا ما أقرّ البرلمان الاتفاقية وناقشها من الأصل.
"من أجل هذا أعلن العصيان.. باسم الجماهير التي تجلس كالأبقار تحت الشاشة الصغيرة"!
أعتقد أن الأمور حُسمَت من طرف السلطة وأنها عزمت وتوكلت علي غيّها وجهلها وروح الجماهير المقتولة؛ لتمرير البند الثاني من صفقة القرن وبيع تيران وصنافير للمملكة، ولن تكون محسومة إلا بضمانات وتطمينات من قوى فاعلة داخليًا وأخرى إقليميًا لحماية الجنرال وتدعيم أركان نظامه بعد تمرير الإتفاقية.
ما حدث ويحدث يؤكد أن الرجل يعلم أن تمرير بيع تيران وصنافير لن يمر بسهولة ويسر، ومن الممكن بعد الثلاثاء أن يلجأ إلى آخر الحلول وهو الاستفتاء الشعبي الحرام بعد "مسرحية رفض البرلمان"؛ لتقليل الخسائر وإكمال عملية "كسر نفسية وروح الشعب".
كل الاحتمالات ممكنة والسيناريوهات المتوقعة والمفاجئة أيضًا ممكنة، كل شئ في هذه المدينة الحزينة ممكن!
طبعًا فات الوقت ومر عن الحديث والرهان والهذيان بشرف العسكرية المصرية وعقيدة الجيش المصري فالجنرال _حاكم المحروسة_ فرز أول القوات المسلحة، عسكري وقائد عسكره أيضًا ومخابراته وأجهزته وأفرعه... إلخ. "وش القفص والكتاب باين من عنوانه".
الكرة الآن "خارج الملعب من الأساس" وأطراف أخرى لديها تقديرات مختلفة تؤكد أن الكرة ما زالت في أقدام المعارضة وأن لديها الفرصة لتغير شكل المنطقة بالكامل والانتقال بهذه المدينة المنكوبة من دور التابع إلى دور المستقل صاحبة الإرادة، وأن تلقِّن الجنرال وعسكره بالدماء درسًا في الوطنية والشرف ولكن، من يتحمل كلفة الدرس؟ من لدية القدرة والقوة والشجاعة في مصر كلها أن يتحمل تبعات إسقاط الكرة في أرض ميدان التحرير وبدء ضربة العودة من جديد للمباراة الحاسمة؟
أيها الواقفون على حافة المذبحة أشهروا الأسلحة
سقط الموت وانفرط القلب كالمسبحة
والدم انساب فوق الوشاح
المنازل أضرحة، والزنازن أضرحة والمدي أضرحة
فارفعوا الأسلحة واتبعوني.. أنا ندم الغد والبارحة
أما من يرون أن الكرة خارج الملعب وقضي الأمر الذي فيه تستفيان، رغم أن لا شيء يسير في مصر بالمنطق والحسابات، وكل شيء على أرض هذه المدينة يحدث حتي لو لم يقرر أحد أن يحدث.. "ربنا خلقها كده" من يوم ما قرر موسى أن يضرب بعصاه البحر وكل شيء على هذه الأرض طبيعي ويمر، حتى لو كان حد الجنون.
لديهم وجهة نظر تقوم على أن الموضوع أعقد من تيران وصنافير، وأن الجزر مجرد جزء من كل، والأمور متشابكة ومتداخلة والآن بدأت في طور التناسق والوضوح، فالجزر لها حساباتها الأمنية لإعادة تسليمها للكيان الصهيوني وتدويلها، وهذا مرتبط بالمملكة بشكل خاص أقرب منه إلى مصر، وهذا قائم في الأصل بعد إعادة ترتيب البيت الخليجي الذي بات ظاهرًا جليًا أنه يعيد تحديد أولويه عملائه وصناع الحدث فيه، والوكلاء وعمولتهم وغيره، وهذا السمين ولي العهد والمفٌدى المنتظر كل شيء بات ميسرًا لاستقباله، ولن يسمح بأي أزمة قد تربك حساباته، فهو لديه من الآمال والأماني ما يجعله يضرب الكعبة بالمدافع فوق رؤوس الحجاج ليصل إلى عرش درة التاج الخليجي قبل عمه أو غيره؛ كما فعل أجداده، ولهذا دفع وسيدفع فما بالك بمصر والجزر؟ وما بالك كيف ستكون العلاقة مستقبلاً بين هذا الشاب وبين جيل من الممكن أن يجد ضالته من الوعي رغم هذا الكم اللامعقول من الزيف والتزييف؟
لا تصالح ولو قال من مال عند الصدام.. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام!
عندما يملأ الحق قلبك "تندلع النار إن تتنفس ولسان الخيانة يخرس" لا تصالح!
وعلي غير بعيد من درة التاج، هناك شابان طموحان يقودان أسبرطة جديدة متمردة طامعة تبني وتبطش وتقوم عروش وتسقط عروش، أصابع في واشنطن وأديس أبابا وصنعاء والقاهرة وطرابلس والرياض إلخ.
"أموال، سلاح، وعود، تهديدات" أقنعت ولي العهد بأنه المنتظر وثبتت ودعمت وخططت له وبات منتظرًا بالفعل، ورسخت أركان الجنرال في القاهرة ودفعت المليارات وستدفع، ووفقت بين حفتر والسراج، وأبرمت صفقه الجنوب في اليمن، وكسرت أنف تميم وأمه؛ "أسبرطة لن تقبل بأي تعديلات ولن تسمح، وقادره على حرق الأرض بمن فيها، هي عادتها عندما تغضب".
قدر أحمق الخطى أو كما قال كامل الشناوي.. كيف للقدر أن يفعل كل هذه الأفاعيل بهذا الجيل المنكوب المتهم المذبوح في عز الظهر، المسجون دون محاكمات ودون عدل؟ كيف لأصحاب الحلم الحالمين أبناء يناير أن تغلق صفحتهم في التاريخ بأنهم ملاعين مفرطين؟ جيل صمت على تسليم الأرض دون رصاصة ودون شهيد، وباقي الأوصاف التي أُلحِقت بجيل النكسة وقبله جيل النكبة.
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
أما أن يد الله قد أدخاتنا في التجربة لنغيِّر ما كُتِبَ ونمسح ما سُطِرَ بين الجنرالات والبارونات والشيوخ، أو أن مازال هناك رواية أخرى؟
وأخيرا أيًا كان ما حدث وسوف يحدث؛ من ضاق عنه الحق فالباطل أضيق، ومن ظن أنه صال وجال وبطش وتجبر وخان في الباطل، فالأيام دول والدهر قُلّب ونحن على كوكب دوار.. وأكيد فيه جيل أوصافه غير نفس الأوصاف إن شاف يوعى وإن وعي ميخافش.
-
Mahmoud Safwatلقد ولدت في تلك المدينة، لكن المستقبل لا يسكن أبدًا بين جدران الماضي. بقى اختيار المنفى.