اقتصاد العالم الثالث - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اقتصاد العالم الثالث

بناء مشاريع في الدول المتخلفة

  نشر في 18 يوليوز 2017 .

   في وقتنا الحاضر, اغلب الدول العربيةتنتمي الى دول العالم الثالث, حيث يصعب العيش و تقل التدفقات المالية, وبذلك يصعب تحريك عجلة الاقتصاد, و انجاح مشاريع جديدة. فالمجتمع يفتقر الى الحركية الراسمالية, التي هي مصدر التقدم و الازدهار. من هنا فان اليات النجاح الاقتصادي في بلدان العالم الثالث تختلف اختلافا جوهريا عن ما سواها من البلدان, هنا يمكن ان نقول ان رجل الاعمال الناجح في البلدان المتخلفة يعتبر استاذا في الاقتصاد الراسمالي, لصعوبة تحقيق النجاح في تلكم البلدان.

    يقودنا موضوعنا الى بحث بسيط حول الاشياء التي من شانها ان تجلب لك الاموال الجزيلة في عصرنا, ربما يمكن القول ان كل شيء سيجلب المال, ان الالية المحركة للتدفقات المالية, هي اجتماع الفكر مع العمل, و اجتناب الملل و التمسك بالامل. لكن هنا حيث اعيش, ليس كل شيء من شانه استجلاب المال لك, هنا حيث اعيش اقتصاد اقرب الى التقليدي منه الى الراسمالي, الحركة الاقتصادية في بلدي تقتصر على كل ما هو حيوي, من ماكل و مشرب, و تداوي و تعليم, و اعمار و فلاحة, اما ما عدى ذلك, فحتى بصرفك للمال الكثير, و امتلاكك للفكر الغزير, فستضل تائها حائرا حائفا عن المال, ولو اتقنت كل شيء. فالامر هنا اقرب الى دراسة اجتماعية منه الى غور اسرار  علم الاقتصاد, ففن المعاملات المالية يتم بين افراد المجتمع الواحد, بتعدد طباعهم و توحدها, لتحريك عجلة الاقتصاد, لذا فان بعض السلوكات الاجتماعية, كالخوف و التردد و الامتعاظ, قد تشكل علامة فارقة في سيرورة العمل الاقتصادي انا كان.

    اذا ما نظرنا الى امريكا على سبيل المثال, و هي النموذج الراسمالي الاكثر نجاح في ظاهر الامر على الاقل, هناك تحدى الناس طبع الخوف و التردد, و اصبحوا يتمتعون بالاقدام و الفضول ما يدفعهم لتجربة كل جديد, و تغذية كل فكرة بالاموال الغزيرة, فقط من اجل ارضاء فضولهم, دون ان ننسى هوية الامريكي المتمثلة في الحرية, يكفي ان تربط ماتبيعه بحرية الشخص في اختياره ليقدم من غير تردد على شرائه, و افضل تمثل للحرية هو تعدد الاختيارات المتاحة و احتدام المنافسة, التي من شانها ارضاء جموح الامريكي الحر, و تمتيعه بالرفاهية المطلوبة. اما عندنا, فان الطباع الاجتماعية تتسم بالخوف و التردد, و ربما التشاؤم من كل شيء, و الاحساس بالدونية امام ما تستهلكه, هنا حيث فقد الانسان هويته, و جرد من كرامته, و اسكتت كلمته, اصبحنا نتحرك بمفهوم الضروري, و هو اذا ما نظرنا الاصلح لنا, الا انه لا يصح في نمط الاقتصاد الراسمالي, ولا يصح اذا ما نظرنا الى خلفيته المقتصرة على الرغبة في البقاء فقط لا غير, فاغلبنا يعيش بغريزة الحيوان, ليست لنا القدرة على المخاطرة او المغامرة, كل ما نعرفه هو الحفاظ على اقواتنا و انتظار موتنا. في عالمي هذا لا تنجح المشاريع كثيرا الم تراعي ارتباط مضمونها مع ضروريات الحياة, اذن فالهوية هنا هي البقاء, لذا لا يجدر تقليد النماذج الامريكية و انتظار النجاح, لان القواعد التي يقوم عليها الاقتصاد تقوم بالاساس على هوية المجتمع و تطبعاته, هنا تجدر الاشارة الى ان العولمة كسياسة عالمية افسدت العنصر البشري في الدول الاسلامية عامة, و العربية خاصة, و عوقت او ازالت منظومة القيم فيها, و بهذا انكسرت شوكة العنصر البشري و تهدمت نفسه, و ساء سلوكه و تبلد حسه, هذا لجعله سهل الاحتواء و السيطرة. الا ان هذا انعكس سلبا على سيرورة الاقتصاد, فقيمة البقاء ليست كما الحرية في متطلباتها و رفاهيتها, و هذا ما وجب مراعاته لكل مستثمر في مجتمعات البقاء.

     يمكن ان تفيدك الوثائقيات البرية في اخذ نظرت عن مجتمعاتنا العربية, فكل الهم عندنا ما ارتبط بالماوى و الاقوات, اذا ما اضفنا بعض التقدم البشري ليغطي الصحة و التعليم, وبعض الشان من الترفيه و السفر, لغلو ماكينة التقليد في مجتمعنا .فبمجرد ان تفقد الجوهر الاساسية للهوية, فانت تصبح الة للصناع الراسمالية, واذا ما لاحظت, فقد استولت ايادي خفية على كل ما هو حيوي في مجتمعاتنا, حبذا لو بعض المشاريع الدونية من الهوامش الاقتصادية. لذا اجد من الضروري اللعب على الاوتار الاجتماعية من اجل الاستثمار في اراضينا الزكية, و انه و الله لا تصح لنا الراسمالية الوحشية, انما نحن اهل تكافل و روية, عقلنا رزين و نفسنا زكية, انما انسينا اصلنا تحت و طاة الاستعمارات الغربية, و سنضل ما دمنا خلفهم نعيش ازمة الهوية, التي فرقت منذ الازل بين العبيد و اسياد القضية.

    لم اكن اغلق الابواب امامك ايها القارؤ العزيز, انما كنت افتح ذهنك على بعض الامر مما يغفل عنه الاقتصاديون. تاكد ان اهل المال لا يكتفون بالمال, بل به يشترون السلطة, و يضعون بها الحد لكل الرجال, من اهل الفكر و الابداع في هذا المجال, ان طمع النفس البشرية يسري في الاقتصاد مجرى الدم, لذا فهو بذلك سياسة و حسن تسيير, و كياسة و حسن تدبير, وليس من السهل ان تقوم لك قائمة, الم تضع الهزيمة نصب عينيك, و تعرف كيف تستمر دون ان تنكسر.  فشتان بين المستثمر الناجح, الذي يلم باهل الاجتماع و السياسة و المال, و بين ذاك الذي يعمل على اساس تلك الفكرة التقليدية, في ان المال يجلب المال و ان الاستثمار سهل بسهولة جني المال, اقول من موقفي هذا ان الراسمالية كلها هي تجل لسلطة المال, و حكامته في العالم, فبذلك فالمال يساوي القوة و الجاه, و لا اظن ان احدا سيرضى ان يقاسمك سلطانه. لذا تعدد في كسبك, و اشرك خصمك, و تان في دربك, و لا تهن نفسك, ابدا بالصغير نحو الكبير, و بالقليل نحو الكثير, لا تثر الضوضاء, حتى و ان كنت في منتهى الذكاء, و اعتمد السر في قضاء الحوائج, و اسند ظهرك باهل الخير و اصحاب العلم و الفوائد, كن في جماعتك احسن قائد, و سر بروية و احسن المكائد, فساحة الحرب اليوم تجارة لا سلاح و قذائف و ذخائر.

   لا اظن اني استوفيت في الذكر ما اردت قوله, و هذا من شتاة ذهني و عدم ثاباتي, الا اني امني النفس ان تحصل الفائدة مما خططت, و مما سياتي من المتقن بعده, و اسال الله التوفيق لكل عبده, و الحمد لله على فضله.    



   نشر في 18 يوليوز 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا