يظن الكثير من الناس أن لديهم العديد من الأصدقاء الحقيقيين ، لكن مع مرور الأيام و المواقف يسقط الكثير منهم ، فتكشف الأقنعة عنهم ، لذلك سأضع بين أيديكم بعض مظاهر الصداقة الحقيقية ، التي أرى من وجهة نظري وجوب وجودها في أي علاقة صداقة حقيقية .
- يجب على الأصدقاء الحقيقيين عدم الإكتراث لقضية الأموال ، فالإقتراض بينهم عند الحاجة واجب ، هذا عند الحاجة لمبلغ كبير نسبياً ، أما عند المبالغ الصغيرة فلا يجب أن يتحاسب الصديقان عليها ، فمثلاً إذا اشتريت لصديقك بعض المأكولات يجب عليك أن لا تطالب صديقك بمبلغ ما دفعت ، أما عن صديقك فهو غير مطالب بإعطائك ما دفعته .
- يجب أن تكون المساعدة بين الأصدقاء الحقيقيين غير خاضعة للزمان و المكان ، فإذا احتاج صديقك لمساعدتك عند منتصف الليل فيجب عليك أن تساعده ، وكذلك إذا احتاج صديقك لمساعدتك وهو في مكان بعيد عنك ، كذلك من الواجب عليك مساعدته ، طبعاً أنا هنا أقصد بالمساعدة الأمور الصعبة و الخطيرة ، لا المشاكل البسيطة .
- لا يجب أن توجد بين الأصدقاء الحقيقيين كلمات الشكر ، فمساعدته لك هو أمر واجب يقوم به كما هو واجب عليك مساعدته ، ففي هذه المرحلة يجب أن تسقط بعض الرسميات وبعض الأمور التي من ضمنها كلمات الشكر ، فهذه التعابير تقال لبقية الناس ، لكنها لا تقال بين الأخوة ، و الصديق الحقيقي يعتبر كذلك من الأخوة ، ولذلك يقال ( رُبَّ أخٍ لَك لَم تَلِدْهُ أُمُّك ) .
- يجب على كل صديق التغافل عن أخطاء صديقه ، فكل إنسان معرض للخطأ ، أتكلم هنا عن الأخطاء غير المتعمدة ، لذا تأكد أن احتمالية حصول الأخطاء واردة ، لذلك يجب على الصديقين الحقيقيين التغاضي عن الأخطاء لاستمرار هذه الصداقة ، لا أن نضحي بالصداقة لأجل بعض الأخطاء ، قال النبي (ص) : " كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " .
- المظهر الأخير الذي سأتحدث عنه هو أن الصديق الحقيقي لا يسخر من صديقه أمام الآخرين ليضحكوا عليه و تكبر منزلته و مكانته بينهم ، أي أنه لا يضحي بكرامة صديقه ليكسب احترام الناس له ، ولكي لا يُفهم كلامي خطأ ، أنا هنا أعني السخرية و ليس المزاح ، فهناك فرق فالأولى مذمومة و الأخرى محمودة .
عمار محمد
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم
التعليقات
وأريد أن أعلق بشكل بسيط على فقرة (الشكر): أفضل أن يكون هنالك شكرًا على أي معروف (إنما هذه القلوب حديد ولذيذ الألفاظ مغناطيسٌ) والأصدقاء ليسوا بإستثناء، ربما لو أقدم لأحد الأصدقاء معروفًا لا أنتظر منه شكري، ولكن ليس بالضرورة لا يكون هنالك شكر على الإطلاق، فبالكلام الجميل تزداد المحبة والأخوة .
وعند ذكرك للحبيب -صلى الله عليه وسلم- لا تختصر الصلاة والسلام عليه بحرف الصاد كما أشار العلماء .
بورك قلمك .