أرجوحتي الطائرة..

هيام فؤاد ضمرة..

تعالَ واركَبْ أرجُوحَتي الطائِرة

أسْرِجْ فرَحَكَ بجذوةِ العُمْرِ بأنامِلٍ حائِرَة

ويَمِمْ مَقاصِدَكَ واسْتَمْطِرْ نَجَواكَ

وامْتطي جَنَاحَ حِصَانكَ مُسَدِداً رُؤياكَ

وسَارِعْ نحوَ رِحلةِ البُراق

اقتفي أثرَ الحِكايةِ وخُذْ مِنْ جَانِبِ الطَّريقِ

تأويلَ مَنْ أكرموا حُرُوفَ القاطِرَة

واشْرَبْ الماءَ الزُلال واغسِلْ فجْرَ النَّهار

واقرأ سِفرَ المُرَابِطات ورموز نَجْوَاهُم

تُعلمَكَ دُرُوسَ النِّضالِ بمعالمِ أسْرَاهُم

فتوَسَّدْ قبةَ الذهَب كُلما لمَعَتْ في عَيْنِ الذرَى

واحْزِمْ للأيدِ المُجاهِدَة أحجَاراً قاهِرَة

أيُها المُرَابِطُونَ في ظِلالِ الأقصَى يَمِمُوا أرَاجيحَكُم

أنعِمُوا بأثرِ مَنْ امْتَطى بُراقَ الليلِ وأسْرَى

وأنابَ على رُبُوعِ القداسَةِ رَجْعُ مَنْ اُقصى

وافرِدْ بِسَاطَ شُجُون الصَّابِرينَ

عَرِّجْ على أرضِ الرِسَالاتِ وحَيِّي أهلَها

واجْمَعْ بَقايا مَنْ لاذوا بالأنوَاء وبالحَّقِ مُثخناً

وسَجِّلْ على جَبينِ التاريخ قرَاراً فلِسْطيني الهَوَى

كطلقةِ حَظّ في يومٍ ضَارِبٍ سَوْفَ يَشُقُ سَوَاعِره

أزِلْ أثرَ مَنْ جَاسُوا ودَاسُوا طَهَارَةَ أرضٍ تَجْلو

حَقِّقْ صَرَامَةَ الوَعْد وأيْقِظْ بُطولات مَنْ سَبَقوا

ووَقّعْ أسْمَاءَ مَنْ عَرَجُوا جَهَاراً وبالأرْوَاحِ أفدُوا

أنْ بقُلُوعِ الضَارِبينَ حَتى مَجْد العُرُوبَة..

الإرْثُ اليَعْرُبيّ سَوْفَ يُحصَى

سَوْفَ تَنْهَضُ هِمَمٌ ذاتَ فَجْرٍ ضِيَاؤه ليسَ يَخبُو

لا ضَيْرَ ما ألفنا في وَعْدِ الله كيما نُطِيحُ بيأسِنا

وكيما نرُدُّ لفَجْرِنا مَقابِض أبواب قُدُسُ