لا ريب في أن شبكة الانترنيت تسدي للإنسان المعاصر منفعة جليلة وهامة على كافة المستويات،بحكم أنها عالم فسيح يستوعب قدرا لا حصر له من المعلومات،والحقائق من كل المشارب والمجالات.وهي تعتبر أيضا بمثابة سلاح ذي حدين لكونها تسفر عن نتيجتين متناقضين،إحداهما إيجابية تتمثل أساسا في تيسير عملية البحث المعرفي وبلورة طاقة العقل،وإغنائه بما تقدمه من معارف وبرامج إخبارية،وأشرطة وثائقية وتقارير مصورة وألعاب مسلية،وغير ذلك من القضايا المفيدة في ظرف وجيز وبأسهل طريقة وأقل كلفة،مغطية جميع ميادين الحياة،مخاطبة مختلف الأعمار والأجناس والشرائح،ومستجيبة لكل الرغبات والمطالب محليا ودوليا.
أما الجانب الآخر لهذا النظام الاتصالي الحديث،فيتمثل في جملة من السلبيات والمساوئ التي يمكن تفاديها،وتجاوز مخلفاتها السيئة بحسن توظيفه،واستغلاله عن طريق اختيار المواقع الجادة،وتخصيص الوقت المناسب للتعامل معه،والاستفادة من خدماته المجدية،كالتركيز على البحث العلمي،وولوج المواقع الاجتماعية والانخراط فيها بفعالية ومسؤولية،لما لها من أهمية كبيرة في الترفيه عن النفس،وملء الأوقات الفارغة بصورة هادفة ومثمرة،وفي إتاحة الفرصة أمام المشاركين للتعبير عن آرائهم بكل حرية،والتواصل المنفتح على جميع المواضيع الفردية والجماعية،والأنشطة الفنية والثقافية،وكذا الفعاليات التقنية والصناعية،ناهيك عما تسمح به هذه المواقع الاجتماعية،باعتبارها فضاءاًممتدةً أطرافه من منافسات ومنتديات،وعمليات الاتصال العائلية والغيرية،بالإضافة إلى خوض غمار المحادثات المطولة،والنقاشات والتدوين والإبداع،وما إلى ذلك من وسائل التفاعل ذات المردودية البالغة في توسيع دائرة وعي المنخرطين بما يجري داخل محيطهم الاجتماعي وخارجه،وفي تنمية مهاراتهم اللغوية والفكرية والإبداعية،والتواصلية في الاتجاه الذي يؤهلهم لامتلاك الجرأة الأدبية،وإبداء وجهات نظرهم،والدفاع عنها بأسلوب عقلاني لبق،يأخذ بعين الاعتبار احترام آراء الآخرين،والحكم عليها بأحكام منطقية،ووجيهة مستندة إلى دلائل مقنعة ومسوغات موضوعية.