أستطيع القول من تجربتي الشخصية في موضوع القراءة أن الفرد كلما يقرأ أكثر كلما زادت حكمته في الحياة ، و أصبحت له نظرة معينه للأمور لا يراها الآخرون ، ولذلك أحببت أن أكتب هذا المقال لهذه الفئة - فئة القراء - لأنها فئة متمكنة و بإستطاعتها لما تحمله من فكر أن تؤثر على الآخرين على نحوٍ إيجابي ، و بأن تغير و توعي المجتمع من أخطائه و سلبياته ، و أن تجد الحلول دائماً للمشاكل الموجودة في المجتمع ، ولذلك أحببت أن أقدم بعض النصائح لهذه الفئة .
- ( ضرورة التدرج )
يجب على من يريد المساهمة في نهضة مجتمعه أن يعي لهذه النقطة المهمة ، فيجب أن تبدأ بالأمور الصغيرة ومن ثم تتدرج شيئاً فشيئاً ، سأذكر مثالا لإيضاح الفكرة ، إذا كنت تحاول نشر ثقافة القراءة عند الشباب ، لن تجد قبولاً بينهم إذا بدأت خطوتك الأولى بإقتراح قراءة كتاب من ثلاثمئة صفحة ، بل يجب أولاً تهيأتهم لذلك ، ومن ثم اختيار موضوع يهمهم كالرياضة ، وبعد ذلك محاولة البدأ بقراءة فقرات قصيرة ، ثم قراءة صفحات قليلة وهكذا إلى أن تصل إلى مرحلة قراءة كتاب كامل ، فلا تتجاوزوا أي مرحلة مهما كانت في نظركم غير مهمة ، ولا تتعجلوا الإنتقال بين المراحل .
- ( المرونة )
من أهم الأمور التي يشترط علينا امتلاكها هي المرونة ، فمن دونها لن نستطيع الوصول إلى الهدف المنشود ، فعند التطبيق غالباً ما ستحدث أمور غير متوقعة ، ولذلك يجب أن يكون لدينا دائماً خطط بديلة ، وهذه ميزة مهمة جداً فالتكيف مع أي ظرف طارئ سيوفر لدينا حلول عديدة جداً ، بل ربما كانت هذه الحلول أفضل من خطتنا الرئيسية ، لأن هذه الحلول قادمة مباشرة من أرض الواقع بعكس خطتنا الرئيسية والتي توصلنا إليها بعمل عقلي أي بتوقعات وافتراضات محضة ، و لو قرأنا سير العظماء لرأينا سعة المرونة لديهم ، وهذا كان أحد عوامل نجاحهم .
- ( تحمل المسؤولية )
هذه أيضاً من الصفات الضرورية التي يجب أن يتحلى بها القارئ المُؤثر على مجتمعه ، فإذا ترك كل قارئ موقعه الذي يفترض به أن يشغله حينها سيأتي شخص غير كفؤ أو غير مناسب ليشغله ، و من هنا تأتي المشاكل و الصعوبات ، لذلك يجب عليك أن تتحمل المسؤولية و تمسك الأمور بيدك أنت لا أن تترك الأمور على مصراعيها و من ثم تبدأ بالإنتقاد ، فبكم تتطور المجتمعات فلا تقللوا من شأنكم ، و امضوا في سبيل التحسين ولو كان صغيراً ، و ثقوا بأنكم ستنجحون ولو كان موقعكم صعباً ، ففي نهاية المطاف ليس هناك من هو أفضل منكم .
عمار العود
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم