و قد اقترب رمضان و لنا في رمضان حياة أخرى و عبر و عظات نعيشها من خلال أيامه و لياليه، كلما اقترت تدب بي سعادة و كأنني خلقت من أجل أن استشعر و أعيش في جمال و سكينة هذا الشهر و لياليه، و من صغري استشعرت تميز رمضان عن باقي شهور السنة، بالرغم من عدم فهمي لاسراره و فضائله و منذ وعيت على تلك النعم و الرحمات الجوائز التي تنتظر عباد هذا الشهر تغيرنمط حياتي في رمضان، و سعيت نحو اغتنام هذة الفرصة العظيمة التي انتظرها شغفا لتسعد روحي و نفسي و أدعو من خلالها بالعفو عني و عتقي من النار.
مرت عليا أعوام عديدة صادفت فيها رمضان و في كل عام يستجد جديد في تلك العلاقة الروحانية مع رمضان، فقد كنت أبدأ بعبادة جديدة أو عادة جديدة أو طاعة جديدة، فقد كان رمضان فاتحة لخير الأعمال الحسنة في حياتي التي أدعو ربي دوامها دائما.
كثيرا ما نواجهه و قد نخشاه خلال رمضان هو الفتور في أوله و الاحساس بافتقاد الحماس، و فقدان القدرة على العبادة و يرجع ذلك لعدم الاستعداد النفسي و الذهني إيمانيا، مما يجعل الناس تتفاجأ بقدوم رمضان في غفلة دون استعداد للصيام و القيام، مما يجعلهم يضيعوا أول أيام رمضان في استيعاب هذة التغييرات في روتين اليوم، و امتناع عن الطعام طول النهار و تغير مواعيد و مدة النوم و جودته، ووجود مسؤوليات اضافية اجتماعية و بجانب رغبة كبيرة لتحسبن للافضل في العبادات.
و قد يصاب البعض في التركيز على ظواهر رمضان المادية كإسراف في تنوع مأكولات و مشروبات و التحضير الباذخ لعزومات، قد يسرق أوقات و معاني رمضان الحقيقية التي وجد رمضان من أجلها.
لذلك يستحسن دائما البدء من الآن بإحداث هذا التغيير في روتين اليوم و التحضير للمسؤوليات الجديدة و جدولة اليوم الرمضاني بمواعيد النوم و الاستيقاظ و العبادة ليسهل أكثر مسألة تقبل الروتين الجديد.
من الصدف السعيدة أن من متابعاتي على الفيس بوك ابتداء من شهر رجب وجدت اشخاص كتير بدأت في الاستعداد النفسي لرمضان و ترتيب خططها و كنت متعجبة من هذا الاتجاة الا اني أنتبهت ان بدأ الاستعداد الآن سوف يساعدني اني اعرف خططي و اهدافي، و خصوصا إن رمضان فترة قصيرة جدا لا تتجاوز 30 يوم و اهدافنا فيه الروحانية او الاجتماعية او الشخصية متشعبة و إن من رمضان قد نبدأ فيه صفحة جديدة في حياتنا و استشعر نفحات و رحمات و سكينة لا استشعرها في سواه.
فكان من حسن حظي أني بدأت وضع اهدافي و جدولي اليومي و كتابة أولوياتي التي سوف أركز عليها، و بدأت استعد نفسيا و ذهنيا بقدوم رمضان.
رمضان نعمة و فرصة عظيمة لمراجعة النفس و تعديل مسارها نحو طاعة الله و الدعاء و الاستغفار و طلب العتق من النار، و كذلك لشحذ الهمم و لتغيير للافضل في الحياة عامة لذلك وجب استغلالها و أخذ فائدتها، كل عام وأنتم بخير و رمضان سعيد علينا جميعا.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة
التعليقات
مقال جميل و كل عام و أنتِ بخير .