تساءلت في مرة لماذا القرآن لم يحتوي على حقائق صريحة وجازمة حول موضوع الخلق ونشأة الكون لماذا لم يفصل صراحة بما حصل واكتفى بنقاط عامة وأشكل هذا علي . ومن ثم ﻻحظت سذاجتي وضعف حالي وكيف كنت أنانيا وذو أفق ضيق نعم لقد كنت !! .
عزيزي القارئ القرآن الذي بين يديك قبل ما يقارب 1435 سنة أي أنه مر على مايقارب 48 جيل كل جيل كانت لديه مسلماته وقناعاته العلمية فمثلا لنعد لعهد الرسول عليه الصلاة والسلام . هل تتخيل الرسول يخبر المسلمين حين ذاك عن نظرية الإنفجار العظيم والكمومية طبعا مستحيل . ماذا كان سيقول عنه المشركين انظروا الى خزعبﻻت محمد لقد جن . لن يتقبلونها أبدا ﻷنهم ﻻيستطيعون فهمها . تخيل لو قيل لهم أن الأرض عمرها 3.7 مليار سنةلن يستطيعوا تصور هذا الرقم أصﻻ وسيكون مدعاة لتكذيب سيد الخلق . لكل جيل حقائقه علمية ولكن يأتي جيل بعدهم ينسف ما كانوا يعتقدون. وأيضا ليس كل إنسان عالم بالفيزياء والأحياء وغيرها لذا ﻻيمكنك أن تفهم الإنسان البسيط والعامة مثل هذه الحقائق العلمية . ولهذا التزم القرآن بقواعد عامة تناسب كل مرحلة وكل إنسان حتى يفهمها ويعيها
أن كل المخلوقات من خلق الله وبمشيئته وإرادته فما شاء كان ومالم يشاء لم يكن
أن الله سخر كل القوانين لتسيير الكون بأمره
أنه خلقنا لعبادته وسخر لنا الموجودات
ﻻ أحد يأتي بمثل خلق الله إلا بإذنه كما حدث مع عيسى عليه السﻻم
فهذا القرآن ليكون صالح للجميع المتعلم منهم والجاهل اتى بهذه الصورة .
كما ان القرآن ليس كتاب علمي يناقش النظريات القرآن أنزله الرحمن لهداية خلقه وليريهم سبل السلام ويزكي نفوسهم ويطهرها ويقربهم إليه .
وأيضا لو أنزل الله كل النظريات العلمية لتوقفت عجلة الإكتشافات عن الدوران ولما كان نيوتن او اينشتاين أو ابن الهيثم أحدثوا أي تغييرات في مجتمعاتهم .
لذا المشكلة أحيانا أنا ننظر من منظارنا الصغير ومن أعيننا الضيقة ولكن علينا أن ننظر بأعين الآخرين سواء كانوا أسﻻفك أم أحفادك