زواجي ب رجل اسمه التفاؤل....
روحي عانس... نفسي الأمارة بالأماني والأحلام، مصدر إزعاج ووشوشة عقلي... كان عقلي دائما التفكير في مستقبل ابنته النفس الروح... خطط ودبر واستلهم التاريخ... خرج بنتيجة تزويج ابنته التي هي نفسي بالتفاؤل...
قصد جميع أبواب الفرح... طرق باب الشيخ صار... طرق أبواب وزير العلاقات بوكو غرام... اتجه للعرافات. طالع الفناجين... ذات الرائحة... تكلم، مقنعا نفسي بأجباح عسل الكلمات... والإغواء... لا جدوى فالنفس أبية... أخرج سلاسل الجوع... وسياط المن... انكسرت خاطرة الممانعة..
استسلمت نفسي خانعة أمام جبروت أبي العقل... لم تستطع رفض عريسه المقترح... خوفا من أحكام مجتمع شامة منافق. يستلطف وصلات النكاح ليلا وينهرها ويستهجنها نهار...
تزوجت بالتفاؤل. رجل بخيل أحمق... شرط علي أن لا عرس ولا وليمة. فقبلت. وأضاف أنّ لا غناء ولا طبل ولا غيطة. فرفضت.
غاب شهرا للتفكير وعاد: لا دف، لا جوقة ولا محضر. مكره قبلت... لأن العقل صاح مهددا: إما هذا وإما الانتحار...
مرت ليلة عرسي كما ارتضاها... صار بعدها شديد الاقتران بي يخاطبني متعجبا، متحسرا: معطلي -هكذا يسميني-... ما أصغرنا وأضعفنا... الوقت المنفلت كالزئبق من بين أيدينا يدوس حواسنا وجسمينا...(صارخا، ساخطا يصدح بكل قواه) أوقفوا هذا النزيف... أوقفوه وإلا أجفلت أو أجرمت... ثم ننتحر...
إعلان: أيها المارين قرب هذا الجدار الأزرق...: من وجد حذائي فل يتركه بجانب شاهد قبري... ربما سأحتاجه لهجرتي من مقبرة الوطن... فحتى الديدان هجرت منذ زمن.
سعيد تركيت
الخميسات - المغرب - 22 / 04 / 2015